قوله عز وجل { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } المراد بالآيات المعجزات التي جاء بها موسى عليه الصلاة والسلام ، مثل العصا واليد وفلق البحر وغير ذلك من المعجزات العظيمة الباهرة { أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور } أي أن أخرج قومك بالدعوة من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان { وذكرهم بأيام الله } قال ابن عباس وأبي بن كعب ومجاهد وقتادة : يعني بنعم الله ، وقال مقاتل : بوقائع الله في الأمم السالفة . يقال : فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم بما أراد بما كان في أيام الله من النعمة والنقمة ، فأخبر بذكر الأيام عن ذلك لأن ذلك كان معلوماً عندهم وعلى هذا يكون المعنى عظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد . والترغيب والوعد أن يذكرهم بما أنعم الله عليهم به من النعمة ، وعلى من قبلهم ممن آمن بالرسل فيما مضى من الأيام ، والترهيب والوعيد أن يذكرهم بأس الله ، وشدة انتقامه ممن خالف أمره وكذب رسله ، وقيل : بأيام الله في حق موسى أن يذكر قومه بأيام المحنة والشدة والبلاء حين كانوا تحت أيدي القبط يسومونهم سوء العذاب فخلصهم الله من ذلك ، وجعلهم ملوكاً بعد أن كانوا مملوكين { إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور } الصبّار : الكثير الصبر ، والشكور : الكثير الشكر ، وإنما خص الشكور والصبور بالاعتبار بالآيات وإن كان فيها عبرة للكافة لأنهم هم المنتفعون بها دون غيرهم فلهذا خصهم بالآيات ، فكأنها ليست لغيرهم فهو كقوله { وهدى للمتقين } ولأن الانتفاع بالآيات لا يمكن حصوله إلا لمن يكون صابراً شاكراً أما من لم يكن كذلك فلا ينتفع بها البتة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.