لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ} (78)

قوله عز وجل : { ومنهم } أي من اليهود { أميون } أي لا يحسنون الكتابة ولا القراءة جمع أمي وهو المنسوب إلى أمه كأنه باق على ما انفصل من الأم لم يتعلم كتابة ولا قراءة { لا يعلمون الكتاب إلا أماني } جمع أمنية وهي التلاوة ، ومنه قول الشاعر :

تمنى كتاب الله أول ليلة ***تمنى داود الزبور على رسل

أي تلا كتاب الله . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : معناه غير عارفين بمعاني كتاب الله تعالى وقيل الأماني الأحاديث الكاذبة المختلفة وهي الأشياء التي كتبها علماؤهم من عند أنفسهم وأضافوها إلى الله تعالى وذلك من تغيير نعت النبي صلى الله عليه وسلم وصفته وغير ذلك ، وقيل : هو من التمني وهو قولهم : { لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة } وغير ذلك مما تمنوه فعلى هذا يكون المعنى لا يعلمون الكتاب . لكن يتمنون أشياء لا تحصل لهم { وإن هم إلا يظنون } أي على يقين .