فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ} (78)

{ أميون } لا يحسنون الكتابة .

{ أماني } اختلافا للكذب { يظنون } يكذبون ويقلدون .

{ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون } الأمي من لا يحسن الكتابة {[318]} قال مجاهد أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا {[319]} وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله ويقولون هو من الكتاب آماني يتمنونها والتمني قد يعني : تخرص الكذب وافتعاله والاستثناء هنا منقطع إذ الأماني ليست من نوع الكتاب كما قال ربنا جل ثناؤه : { . . . مالهم به من علم إلا اتباع الظن . . . }{[320]} والظن ليس من نوع العلم وما هم إلا يشكون ولا يعلمون حقيقة ما يزعمون ويتقولون يتركون التصديق بالذي يوقنون به أنه من عند الله مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويتبعون ما هم فيه شاكون وفي حقيقته مرتابون مما أخبرهم به كبراؤهم ورؤساؤهم وأحبارهم عنادا منهم لله ولرسوله ومخالفة منهم لأمر الله واغترارا منهم بإهمال الله إياهم .


[318]:في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنا أمة أمية لا تكتب ولا تحسب" يعني أكثر أمة العرب كانت هكذا.
[319]:لعله يعني التوراة.
[320]:سورة النساء من الآية 158.