قوله تعالى : { وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ } فيه قولان :
أحدهما : أن الأُمّي : الذي لا يكتب ولا يقرأ ، وهو قول مجاهد وأظهرُ تأويله .
والثاني : أنَّ الأُمّيين : قوم لم يصدقوا رسولاً أرسله الله ، ولا كتاباً أنزله الله ، وكتبوا كتاباً بأيديهم ، وقال الجهال لقومهم : هذا من عند الله ، وهذا قول ابن عباس .
وفي تسمية الذي لا يكتب بالأمي قولان :
أحدها : أنه مأخوذ من الأمة ، أي على أصل ما عليه الأمّة ، لأنه باق على خلقته من أنه لا يكتب ، ومنه قول الأعشى :
وإنّ معاويةَ الأكرمين *** حسانُ الوجوه طوال الأمَمْ{[161]}
والثاني : أنه مأخوذ من الأُم ، وفي أخذه من الأُم تأويلان :
أحدهما : أنه مأخوذ منها ، لأنه على ما ولدته أُمُّهُ من أنه لا يكتب .
والثاني : أنه نُسِبَ إلى أُمّهِ ، لأن الكتاب في الرجال دون النساء ، فنسب من لا يكتب من الرجال إلى أمه ، لجهلها بالكتاب دونه أبيه .
في قوله تعالى : { لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ } أربعة تأويلات :
أحدها : { إِلاَّ أَمَانِيَّ } : يعني : إلا كذباً ، قاله ابن عباس ومجاهد ، قال الشاعر :
ولكنما ذاك الذي كان منكما *** أمانّي ما لاقت سماء ولا أرضا
والثاني : { إِلاَّ أَمَانِيَّ } ، يعني ، أنهم يَتَمَنَّونَ على الله ما ليس لهم ، قاله قتادة .
والثالث : { إِلاَّ أَمَانِيَّ } ، يعني إلا تلاوة من غير فهم ، قاله الفراء والكسائي ومنه قوله تعالى : { إلاَّ إذَا تَمَنَّى ألْقَى الشيْطَانُ في أمنيِّتِه }{[162]} وقال كعب بن مالك : تمنّى كتاب الله أول ليلهِ *** وآخرَه لاقي حمام المقادر
والرابع : أنَّ { الأَمَانِيَّ } : التقدير ، حكاه ابن بحر وأنشد قول الشاعر :
ولا تقولَنْ لشيء سوف أفعله *** حتى تَبَيّنَ ما يمني لك الماني{[163]}
( وإلا ) : في هذا الموضع بمعنى ( لكن ) وهو عندهم من الاستثناء المنقطع ومنه قوله تعالى :{ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنَّ }[ النساء : 157 ] .
قال النابغة : حلفت يميناً غير ذي مثنوية{[164]} *** ولا علم إلا حسن ظن بصاحب
{ وَإِنْ هُم إِلاَّ يَظُنُّونَ } فيه وجهان :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.