التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ} (78)

قوله تعالى { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية : يقول الله{ ومنهم أميون }يعني : اليهود .

والمراد بالأميين الذين لا يكتبون ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " .

أخرجه الشيخان منة حديث ابن عمر( صحيح البخاري رقم1913-الصوم ، ب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نكتب ولا نحسب ) ، وصحيح مسلم رقم15 –الصيام ، ب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية : بلفظ : لا يدرون ما فيه .

وقال الشيخ الشنقيطي عند هذه الآية : اختلف العلماء في المراد بالأماني هنا على قولين : أحدهما : أن المراد بالأمنية القراءة ، أي : لا يعلمون من الكتاب إلا قراءة ألفاظ دون إدراك معانيها . وهذا القول لا يتناسب مع قوله{ ومنهم أميون }لأن الأمي لا يقرأ .

الثاني : ان الاستثناء منقطع ، والمعنى لا يعلمون الكتاب ، لكن يتمنون أماني باطلة ، ويدل لهذا القول : قوله تعالى{ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا او نصارى تلك أمانيهم } . وقوله { ليس بأمانيكم ولا أماني اهل الكتاب } .

ويؤيد ما ذهب إليه الشيخ قول ابن عباس وقتادة ومجاهد وأبي العالية :

فأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله{ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني }قال : أمثال البهائم ، لا يعلمون شيئا ، قال : إلا أماني . قال : يتمنون على الله الباطل وما ليس لهم .

( التفسير ص40 ) .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{ لا يعلمون الكتاب إلا أماني }يقول : إلا أحاديث .

وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد{ لا يعلمون الكتاب إلا أماني } إلا كذبا .

( التفسير ص81 ) .

واخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله{ إلا أماني }يتمنون على الله ما ليس لهم .

قوله تعالى{ وإن هم إلا يظنون }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{ وإن هم إلا ظنون }قال : يظنون بغير الحق .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية يعني قوله{ وإن هم إلا يظنون }يظنون الظنون بغير الحق .