لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا} (23)

قوله عز وجل { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل } يعني من أعمال البر التي عملوها في حال الكفر { فجعلناه هباء منثوراً } أي باطلاً لا ثواب له لأنهم لم يعملوه لله عز وجل ومنه الحديث الصحيح « كل عمل ليس عليه أمرنا ، فهو رد » والهباء هو ما يرى في الكوة كالغبار ، إذا وقعت الشمس فيها فلا يمس بالأيدي ، ولا يرى في الظل والمنثور المفرق قال ابن عباس هو ما تسقيه الرياح ، وتذريه من التراب كحطام الشجر وقيل هو ما يسطع من حوافر الدواب عند السير من الغبار .