الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا} (23)

ثم قال تعالى{[49744]} : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل }[ 23 ] ، الآية أي : وعمدنا وقصدنا إلى ما عمل هؤلاء المجرمون ، وأتى لفظ / القدوم بمعنى القصد لأنه أبلغ في الخطاب ، وذلك أنه{[49745]} يدل على أنه تعالى عاملهم معاملة القادم من سفر لأجل إمهاله لهم كالغائب ، ففي لفظ " قدمنا " معنى التحذير من الاغترار بالإمهال .

وقيل{[49746]} : المراد بالقدوم الملائكة{[49747]} لما كان الله تعالى{[49748]} : هو{[49749]} يقدمهم إلى ذلك أخبر عن نفسه به .

وقوله : { فجعلناه هباء منثورا }[ 23 ] ، أي : باطلا لا ينتفعون به . لأنهم للشيطان عملوا ، والهباء الذي يرى كهيئة الغبار إذا دخل ضوء الشمس من كوة يحسبه الناظر غبارا ، وليس{[49750]} بشيء{[49751]} تقبض عليه الأيدي ، ولا تمسه ، ولا يرى ذلك في الظل . هذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وابن عباس وعكرمة والحسن ، ومجاهد{[49752]} .

وعن ابن عباس{[49753]} أيضا أنه قال : هو ما تسفيه الرياح من التراب وتذروه من حطام الشجر ، وكذلك قال قتادة .

وعن{[49754]} ابن عباس : هو الماء المهراق{[49755]} ، وهو جمع{[49756]} هبأة{[49757]} فالمعنى أن الله أحبط أعمالهم فلا نفع لهم فيها ، كما لا نفع{[49758]} في هذا الغبار .


[49744]:"تعالى" سقطت من ز.
[49745]:"أنه يدل" سقطت من ز.
[49746]:انظر: الرازي 24/72، والتسهيل 3/166.
[49747]:ز: بالملائكة.
[49748]:"تعالى" سقطت من ز.
[49749]:"هو" سقطت من ز.
[49750]:"وليس" سقطت من ز.
[49751]:ز: وشيء.
[49752]:انظر: ابن جرير 19/4، وزاد المسير 6/83، والخازن 5/98، وابن كثير 5/144، ومجمع البيان 19/101، وأبو السعود 4/130، وفتح القدير 4/70.
[49753]:انظر: ابن جرير 19/4، وصحيح البخاري 6/198، وزاد المسير 6/83، والخازن 5/98، ومجمع البيان 19/101، والدر 19/246، وفتح القدير4/70.
[49754]:ز: وقال.
[49755]:انظر: ابن جرير12/5، وزاد المسير 6/83، والقرطبي 13/22، والبحر 6/493، وابن كثير 5/144، ومجمع البيان 19/101، والدر 19/246، وفتح القدير 4/70، وروح المعاني 19/7.
[49756]:انظر: اللسان 1/179 مادة: هبأ.
[49757]:ز: هبأت.
[49758]:ز: ينفع.