ثم قال تعالى{[49744]} : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل }[ 23 ] ، الآية أي : وعمدنا وقصدنا إلى ما عمل هؤلاء المجرمون ، وأتى لفظ / القدوم بمعنى القصد لأنه أبلغ في الخطاب ، وذلك أنه{[49745]} يدل على أنه تعالى عاملهم معاملة القادم من سفر لأجل إمهاله لهم كالغائب ، ففي لفظ " قدمنا " معنى التحذير من الاغترار بالإمهال .
وقيل{[49746]} : المراد بالقدوم الملائكة{[49747]} لما كان الله تعالى{[49748]} : هو{[49749]} يقدمهم إلى ذلك أخبر عن نفسه به .
وقوله : { فجعلناه هباء منثورا }[ 23 ] ، أي : باطلا لا ينتفعون به . لأنهم للشيطان عملوا ، والهباء الذي يرى كهيئة الغبار إذا دخل ضوء الشمس من كوة يحسبه الناظر غبارا ، وليس{[49750]} بشيء{[49751]} تقبض عليه الأيدي ، ولا تمسه ، ولا يرى ذلك في الظل . هذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وابن عباس وعكرمة والحسن ، ومجاهد{[49752]} .
وعن ابن عباس{[49753]} أيضا أنه قال : هو ما تسفيه الرياح من التراب وتذروه من حطام الشجر ، وكذلك قال قتادة .
وعن{[49754]} ابن عباس : هو الماء المهراق{[49755]} ، وهو جمع{[49756]} هبأة{[49757]} فالمعنى أن الله أحبط أعمالهم فلا نفع لهم فيها ، كما لا نفع{[49758]} في هذا الغبار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.