قوله : { وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ } أي : وعمدنا إلى عملهم .
قوله : { فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً } . الهَبَاءُ والهَبْوَةُ : التراب الدقيق . قاله ابن عرفة{[35837]} .
قال الجوهري : يقال فيه : هَبَا يَهْبُو : إذا ارتفع ، وأَهْبَبْتُهُ أَنَا إِهْبَاءً{[35838]} .
وقال الخليل والزجاج : هو مثل الغبار الداخل في الكوَّة يتراءى مع ضوء الشمس{[35839]} فلا يمس بالأيدي ولا يرى في الظل . وهو قول الحسن وعكرمة ومجاهد{[35840]} .
وقيل : الهَبَاءُ ما تطاير من شرر النَّار إذا أُضْرِمَتْ{[35841]} ، والواحدة هباءة على حد تَمْر وتَمْرَة . و «مَنْثُوراً » أي{[35842]} : مفرَّقاً ، نثرت الشيء فرَّقته . والنَّثْرَةُ{[35843]} لنجوم متفرقة{[35844]} . والنَّثْرُ : الكلام غير المنظوم على المقابلة بالشعر .
قال ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير : هو{[35845]} ما تسفيه الرياح ، وتذريه من التراب ، ( وحطام الشجر{[35846]} ) {[35847]} .
وقال مقاتل : هو ما يسطع{[35848]} من حوافر الدواب عند السير{[35849]} .
وفائدة الوصف به أنَّ الهَبَاءَ تراه منتظماً مع الضوء ، فإذا حرّكته تفرَّق ، فجيء بهذه الصفة لتفيد ذلك{[35850]} . وقال الزمخشري : أو مفعول ثالث{[35851]} ل «جَعَلْنَاهُ » أي : فَجَعَلْنَاهُ جامعاً لحقارة الهَبَاء والتناثر{[35852]} ، كقوله : «كُونُوا »{[35853]} { قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [ الأعراف : 66 ] أي : جامعين للمسخ والخسأ{[35854]} .
قال أبو حيان : وخالف{[35855]} ابن درستويه ، فخالف النحويين في منعه أن يكون ل ( كان ) خبران وأزيد{[35856]} ، وقياس قوله في ( جعل ) أن يمنع{[35857]} أن يكون لها خبر ثالث{[35858]} .
قال شهاب الدين : مقصوده أن كلام الزمخشري مردودٌ قياساً على ما منعه ابن درستويه من تعديد{[35859]} خبر ( كَانَ ){[35860]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.