لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَأَنۢبَتۡنَا عَلَيۡهِ شَجَرَةٗ مِّن يَقۡطِينٖ} (146)

{ وأنبتنا عليه شجرة من يقطين } يعني : القرع قيل إن كان نبت يمتد وينبسط على وجه الأرض كالقرع والقثاء والبطيخ ونحوه فهو يقطين ، قيل : أنبتها الله تعالى له ولم تكن قبل ذلك وكانت معروشة ليحصل له الظل وفي شجر القرع فائدة وهي أن الذباب لا يجتمع عندها فكان يونس يستظل بتلك الشجرة ولو كانت منبسطة على الأرض لم يكن أن يستظل بها ، قيل : وكانت وعلة تختلف إليه فيشرب من لبنها بكرة وعشية حتى اشتد لحمه ونبت شعره وقوي فنام نومة ثم استيقظ وقد يبست الشجرة وأصابه حر الشمس فحزن حزناً شديداً وجعل يبكي فأرسل الله تعالى إليه جبريل ، وقال : أتحزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف من أمتك قد أسلموا وتابوا .