لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (4)

{ ما يجادل } يعني ما يخاصم ويحاجج في آيات الله يعني في دفع آيات الله بالتكذيب والإنكار إلا الذين كفروا قال أبو العالية آيتان ما أشدهما على الذين يجادلون في القرآن .

قوله تعالى : { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } وقوله { وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد } وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إن جدالاً في القرآن كفر » أخرجه أبو داود وقال المراد في القرآن كفر وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً يتمارون فقال إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض وإنما أنزل الكتاب يصدق بعضه بعضاً فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوه وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه » ( م ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب » { فلا يغررك تقلبهم } يعني تصرفهم { في البلاد } للتجارات وسلامتهم فيها مع كفرهم فإن عاقبة أمرهم العذاب .