الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (4)

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } ونزلت في الحرث بن قيس السلمي .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن جدالاً في القرآن كفر » .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مراء في القرآن كفر » .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي جهم رضي الله عنه قال : اختلف رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في آية فقال أحدهما : تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الآخر أنا تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال : « أنزل القرآن على سبعة أحرف ، وإياكم والمراء فيه فإن المراء كفر » .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جدال في القرآن كفر » .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فلا يغررك تقلبهم في البلاد } قال : إقبالهم ، وإدبارهم ، وتقلبهم في أسفارهم . وفي قوله { والأحزاب من بعدهم } قال : من بعد قوم نوح ، عاد ، وثمود ، وتلك القرون . كانوا أحزاباً على الكفار { وهمت كل أمة برسولهم } ليأخذوه فيقتلوه { وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا } قال : حق عليهم العذاب بأعمالهم .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فلا يغررك تقلبهم في البلاد } قال : فسادهم فيها ، وكفرهم { فأخذتهم فكيف كان عقاب } قال : والله شديد العقاب .