لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (4)

قوله جل ذكره : { مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ } .

إذا ظَهر البرهانُ واتَّضحَ البيانُ استسلمَتْ الألبابُ الصاحيةُ للاستجابة والإيمان .

فأمَّا أهلُ الكفرِ فلهم عَلَى الجمود إصرارٌ ، وشُؤْمُ شرْكِهم يحولُ بينهم وبين الإنصاف . . وكذلك من لا يحترمون أولياء الله ، ويُصِرُّونَ على إنكارهم ، ويعترضون عليهم بقلوبهم ، ويجادلون في جَحْدِ الكرامات ، وما يخصُّ اللَّهُ به عباده من الآيات . . فهؤلاء يميزون بين رجحانهم ونقصانهم ، وسيفتضحون كثيراً .