لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

وتسمى سورة غافر وهي مكية قيل غير آيتين وهما قوله تعالى :{ الذين يجادلون في آيات الله } والتي بعدها وهي خمس وثمانون آية وألف ومائة وتسع وتسعون كلمة وأربعة آلاف وتسعمائة وستون حرفا ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : " إن مثل صاحب القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب منه وأعجب فقيل له إن مثل الغيث الأول مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن " وعن ابن عباس قال : لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم وقال ابن مسعود إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات الجنة أتأنق فيهن ، وقال سعد بن إبراهيم إن آل حم تسمى العرائس .

قوله عز وجل : { حم } قال ابن عباس رضي الله عنهما : { حم } اسم الله الأعظم وعنه قال الر وحم ون حروف اسمه الرحمن مقطعة وقيل حم اسم للسورة وقيل الحاء افتتاح أسمائه حليم وحميد وحي وحكيم وحنان ، والميم افتتاح أسمائه ملك ومجيد ومنان ، وقيل معناه حم بضم الحاء أي قضى ما هو كائن .