النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ} (4)

قوله عز وجل : { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } فيه وجهان :

أحدهما : ما يماري فيها ، قاله السدي .

الثاني : ما يجحد بها ، قاله يحيى بن سلام .

وفي الفرق بين المجادلة والمناظرة وجهان :

أحدهما : أن المجادلة لا تكون إلا بين مبطلين أو مبطل ومحق ، والمناظرة بين محقين .

الثاني : أن المجادلة فتل الشخص عن مذهبه محقاً أو مبطلاً ، والمناظرة التوصل إلى الحق في أي من الجهتين كان .

وقيل إنه أراد بذلك الحارث بن قيس السهمي وكان أحد المستهزئين .

{ فلا يغررك تقلبهم في البلاد } قال قتادة : إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم ، وفيه وجهان :

أحدهما : لا يغررك تقلبهم في الدنيا بغير عذاب ، قاله يحيى .

الثاني : لا يغررك تقلبهم في السعة والنعمة قاله مقاتل وقيل إن المسلمين قالوا نحن في جهد والكفار في السعة ، فنزل { فلا يغررك تقلبهم في البلاد } حكاه النقاش وفيه حذف تقديره : فلا يغررك تقلبهم في البلاد سالمين فسيؤخذون .