لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (28)

{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } هذا البيان صدق الرؤيا وذلك أن الله تعالى لا يرى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يكون فيحدث الناس فيقع خلافه فيكون سبباً للضلال فحقق الله أمر الرؤيا بقوله : { لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق } وبقوله { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } وفيه بيان وقوع الفتح ودخول مكة وهو قوله تعالى : { ليظهره على الدين كله } أي يعليه ويقويه على الأديان كلها فتصير الأديان كلها دونه { وكفى بالله شهيداً } أي في أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تسلية لقلوب المؤمنين وذلك أنهم تأذوا من قول الكفار لو نعلم أنه رسول الله ما صددناه عن البيت فقال الله تعالى : وكفى بالله شهيداً . أي : في أنه رسول الله .