فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (28)

{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى } أي إرسالا متلبسا بالهدى { ودين الحق } وهو الإسلام { ليظهره على الدين كله } أي : يغلبه ويعليه على كل الأديان ، بنسخ ما كان حقا ، وإظهار فساد ما كان باطلا ، كما يفيده تأكيد الجنس ، وقيل : ليظهر رسوله ، والأول أولى ، وقد كان ذلك بحمد الله ، فإن دين الإسلام قد ظهر على جميع الأديان ، وانقهر له كل أهل الملل ، ولا ترى دينا قط إلا وللإسلام دونه العز والغلبة ، وقيل : هو عند نزول عيسى عليه السلام حين لا يبقى على وجه الأرض كافر ، وقيل هو إظهاره بالحجج والآيات والأول أولى ، وفي هذا تأكيد لما وعده من الفتح { وكفى بالله } الباء زائدة { شهيدا } على الإظهار الذي وعد المسلمين به ، وعلى صحة نبوة نبيه صلى الله عليه وسلم .