فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (28)

{ هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى } أي إرسالاً ملتبساً بالهدى { وَدِينِ الحق } وهو الإسلام { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ } أي يعليه على كل الأديان ، كما يفيده تأكيد الجنس ، وقيل : ليظهر رسوله ، والأوّل أولى . وقد كان ذلك بحمد الله ، فإن دين الإسلام قد ظهر على جميع الأديان ، وانقهر له كل أهل الملل { وكفى بالله شَهِيداً } الباء زائدة كما تقدّم في غير موضع : أي كفى الله شهيداً على هذا الإظهار الذي وعد المسلمين به وعلى صحة نبوّة نبيه صلى الله عليه وسلم .

/خ29