الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (28)

ثم قال : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على [ الدين كله ] } [ 28 ]{[64146]} .

يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم بالرشد إلى الصراط المستقيم ، وبالدين القوي الحق وهو الإسلام ليظهره على الدين كله ، ليبطل به الملل كلها ، فلا يكون دين إلا دينه ، وذلك أمر سيكون عند نزول عيسى صلى الله عليه وسلم{[64147]} .

وقيل : إنه قد كان هذا إعلان النبي صلى الله عليه وسلم قد قهر أهل الأديان كلها في وقته ، وفي خلافة أبي وعمر .

وقال ابن عباس معناه : ليظهره على أمر الدين كله .

ثم قال : { وكفى بالله شهيدا } أي : كفى به شهيدا على نفسه أنه سيظهرك على أمر الدين الذي بعثك به . هذا قول الحسن ، وهو اختيار الطبري{[64148]} . ففي هذا إعلام من الله لنبيه عليه السلام{[64149]} أنه سيفتح مكة وغيرها من البلدان .


[64146]:ساقط من ح.
[64147]:ع: عليه السلام.
[64148]:انظر: جامع البيان 26/69.
[64149]:ساقط من ع.