لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ} (16)

{ سنسمه على الخرطوم } أي على الأنف ، والمعنى نسود وجهه ، فنجعل له علماً يعرف به في الآخرة ، وهو سواد الوجه ، فعبر بالأنف عن الوجه . وقال ابن عباس سنسمه بالسيف ، وفعل به ذلك يوم بدر . وقيل معناه سنلحق به شيئاً لا يفارقه ، أي سنسمه ميسم سوء ، يريد نلحق به عاراً لا يفارقه ، كما أن السمة لا تمحى ولا يعفى أثرها .

وقد ألحق الله به بما ذكر من عيوبه عاراً لا يفارقه في الدنيا ولا في الآخرة ، كالوسم على الخرطوم الذي لا يخفى قط ، وقيل معناه سنكويه على وجهه .