لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ} (2)

{ ما أنت } يا محمد { بنعمة ربك بمجنون } هذا جواب القسم أقسم الله بنون والقلم وما يسطرون وما أنت بنعمة ربك بمجنون وهو رد لقولهم { يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون } والمعنى إنك لا تكون مجنوناً وقد أنعم الله عليك بالنبوة والحكمة ، فنفى عنه الجنون . وقيل معناه ما أنت بمجنون والنعمة لله ، وهو كما يقال ما أنت بمجنون والحمد لله . وقيل إن نعمة الله كانت ظاهرة عليه من الفصاحة التامة والعقل الكامل ، والسيرة المرضية والأخلاق الحميدة ، والبراءة من كل عيب والاتصاف بكل مكرمة . وإذا كانت هذه النعم محسوسة ظاهرة ، فوجودها ينفي حصول الجنون ، فنبه الله تعالى بهذه الآية على كونهم كاذبين في قولهم إنك لمجنون .