لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (14)

قوله عز وجل : { كلا } أي لا يؤمن ثم استأنف فقال { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن العبد إن أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه ، وهو الران الذي قال الله : { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } " أخرجه التّرمذي وقال : حديث حسن صحيح وأصل الرّان الغلبة ومعنى الآية أن الذّنوب والمعاصي غلبت على قلوبهم وأحاطت بها ، وقيل هو الذنب على الذّنب حتى يميت القلب وقال ابن عباس : ران على قلوبهم طبع عليها ، وقيل الرين أن يسود القلب من الذّنوب ، والطّبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرّين والإقفال أشد من الطّبع وقيل الرّين التغطية ، والمعنى أنه يغشى القلب شيء كالصدى فيغطيه فعند ذلك يموت القلب .