الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (14)

قوله : { بَلْ رَانَ } : قد تقدَّم وَقْفُ حفص على " بل " في الكهف . والرَّيْنُ والرانُ الغِشاوة على القلبِ ، كالصَّدأ على الشيءِ الصقيلِ من سيفٍ ومِرْآة ونحوِهما . قال الشاعر :

وكم رانَ مِنْ ذنبٍ على قلبِ فاجِرٍ *** فتابَ مِن الذنبِ الذي ران وانْجَلَى

وأصلُ الرَّيْنِ : الغلبةُ ، ومنه : رانَتِ الخمرُ على عقلِ شاربِها . وران الغَشْيُ على عقل المريض . قال :

4516 . . . . . . . . . . . . رانَتْ به الخَمْ *** رُ . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقال الزمخشري : " يقال : ران عليه الذنبُ وغان ، رَيْناً وغَيْناً . والغَيْنُ الغَيْم . ويقال : ران فيه النومُ : رَسَخَ فيه ، ورانَتْ به الخمرُ : ذهَبَتْ به " . وحكى أبو زيد : " رِيْنَ بالرَّجل رَيْناً : فجاء مصدرُه مفتوحَ العين وساكنَها . و " ما كانوا " هو الفاعلُ . و " ما " يُحتمل أَنْ تكونَ مصدريةً ، وأَنْ تكونَ بمعنى الذي ، والعائدُ محذوفٌ . وأُمِيْلَتْ ألفُ " ران " وفُخِّمَتْ ، فأمالها الأخَوان وأبو بكر وفَخَّمها الباقون ، وأُدغِم لامُ " بل " في الراء وأُظْهِرَتْ .