صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

{ والشمس تجري لمستقر لها } أي وآية لهم الشمس تسير مسرعة إلى مكان استقرارها كل يوم في رأى العين ، وهو أفق الغرب خاصة . أو إلى مكان استقرارها ، وهو الحد المعين الذي تنتهي إليه من فلكها في آخر السنة ؛ فهي تجرى دائما ، كلما انتهت من دورة استأنفت أخرى لتبلغه . شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره ؛ من حيث إن في كل منهما انتهاء إلى موضع معين ، وإن كان للمسافر قرار بعد ذلك والشمس لا قرار لها بعده ، بل تستأنف الحركة منه كما بدأت .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (38)

قوله : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } اللام بمعنى إلى . يعني إلى مستقر لها وفي قراءة بعضهم ( إلى مستقر ) {[3905]} والمراد : مستقر الشمس المكاني وهو تحت العرش ، إذ تخرّ الشمس ساجدة لله في كل ليلة بعد غروبها . وقيل : المراد بمستقرها : منتهى سيرها وذلك يوم القيامة ؛ إذ ينقطع جريها وتسكن حركتها وتكوَّر ثم ينتهي هذا العالم إلى غايته . وهذا هو مستقرها الزماني .

قوله : { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } الإشارة بذلك عائدة إلى جري الشمس ؛ أي ذلك الجري على ذلك التقدير المحكم والحساب الدقيق ، المنضبط الذي لا يتخلف ولا يتبدل { تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } { العزيز } ، أي القوي القاهر الذي يغلب بقدرته كل شيء . وهو سبحانه محيط علمه بكل شيء .


[3905]:الدر المصون ج 9 ص 269