صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

{ والقمر قدرناه منازل } أي قدرنا سيره في منازل ، ينزل كل ليلة في منازل لا يتخطاه ، ولا يتقاصر عنه ، على تقدير مستو من ليلة المستهل إلى الثمانية والعشرين ، ثم يستتر ليلتين إن كان الشهر تاما ، وليلة إن نقص يوما ؛ فإذا كان في آخر منازله دق وتقوس{ حتى عاد } أي صار في رأى العين{ كالعرجون القديم } أي العتيق اليابس ، وهو عود العذق ما بين الشمارخ إلى منبته من النخلة . والعذق القنو من النخل وهو كالعنقود من العنب . والشماريخ : جمع شمراخ وشمروخ ، وهو العثكال الذي عليه البسر . وسمى عرجونا من الانعراج وهو الانعطاف ، شبه القمر في دقته وتقوسه واصفراره .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ} (39)

قوله : { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } { القمر } منصوب على الاشتغال . وذلك بفعل يفسره قوله : { قَدَّرْنَاهُ } و { مَنَازِلَ } منصوب على أنه مفعول ثان لقدرناه ، بمعنى صيرناه . وقيل : منصوب على الحال{[3906]} أي صيرنا القمر ذا منازل . ومنازله ثمانية وعشرون منزلا . ينزل القمر كل ليلة في واحد منها لا يتجاوزه ولا يتقاصر عنه على تقدير مستوٍ ليس فيه تفاوت . فإذا كان في آخر منازله دقَّ واستقوس واصفرَّ . ولذلك شبهه بالعرجون القديم وهو قوله : { حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } ذلك أنه يطلع القمر في أول ليلة من الشهر ، ضئيلا قليل النور ثم يأخذ نوره في الازدياد حتى يتكامل في الليلة الرابعة عشرة ثم يأخذ في النقص إلى آخر الشهر حتى يصير { كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } والعرجون عود الشمراخ أو العذق وهو القنو من النخلة ، والعنقود من العنب . والمراد به هنا العِذق إذا يبس واعوجّ . وهو من الانعراج ، أي الانعطاف{[3907]} قال ابن عباس : العرجون القديم ، أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحنى . وقد شبه به القمر في ثلاثة أشياء وهي : دقته ، واستقواسه ، واصفراره .


[3906]:الدر المصون ج 9 ص 270
[3907]:القاموس المحيط ص 1171 والدر المصون ج 9 ص 271