{ تعرج الملائكة والروح إليه } أي تصعد الملائكة وجبريل عليه السلام إليه تعالى . ومعظم السلف على أنه من المتشابه ، مع تنزيه تعالى عن المكان والجسمية ، ولوازم الحدوث التي لا تليق بشأن الألوهية . وقيل : معنى " إليه " إلى عرشه . أو إلى محل بره وكرامته . { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها على سبيل التمثيل . أي أنها من الارتفاع بحيث لو قدر قطعها في زمان لكان ذلك الزمان مقدار خمسين ألف سنة من سني الدنيا . أو بيان لسرعة العروج ؛ أي أنهم يقطعون فيه في يوم من أيامكم ما يقطعه الإنسان في
ودل على ما دلت عليه الكثرة مع الدلالة على عجيب القدرة في تخفيفها على الملائكة بقوله : { تعرج الملائكة } أي وهم أشد الخلق وأقدره{[68275]} على اختراق الطباق ، والإسراع في النفوذ حتى يكونوا أعظم من لمح البرق{[68276]} الخفاق { والروح } أي جبريل عليه السلام ، خصه{[68277]} تعظيماً له ، أو هو خلق هو أعظم من{[68278]} الملائكة ، وقيل : روح العبد المؤمن إذا قبض { إليه } أي محل مناجاته ومنتهى ما يمكن من العلو لمخلوقاته ، وعلق بالعروج{[68279]} أو بواقع قوله : { في يوم } أي من أيامكم ، وبين عظمته بقوله ( كان ) أي كونا هو في غاية الثبات ( مقداره ) أي لو كان الصاعد فيه آدمياً { خمسين ألف } وبين المشقة في صعوده أو الكون فيه إن أريد القيامة بأن قال : { سنة * } ولم يقل : عاماً - مثلاً ، ويجوز أن يكون هذا اليوم ظرفاً للعذاب فيكون المراد به يوم القيامة ، وأن يكون طوله على الكافر باعتبار ما يلحقه من الغم لشدة المخاوف عليه لأنه{[68280]} ورد أنه يخفف على المؤمن حتى يكون بمقدار صلاة واحدة - انتهى .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما{[68281]} أن المعنى أنه{[68282]} لو ولي الحساب غير الله لم يفرغ منه إلا في هذا المقدار ، ويفرغ منه هو سبحانه في نصف يوم من أيام الدنيا ، وقال مجاهد والحكم وعكرمة : هو عمر الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحدكم مضى وكم بقي إلا الله ، وقد مضى في سورة { ألم السجدة } ما ينفع ههنا .
{ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
{ تعرج } بالتاء والياء { الملائكة والروح } جبريل { إليه } إلى مهبط أمره من السماء { في يوم } متعلق بمحذوف ، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة { كان مقداره خمسين ألف سنة } بالنسبة إلى الكافر لما يلقى فيه من الشدائد ، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.