تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ} (4)

{ تعرج } يعني تصعد { الملائكة } من سماء إلى سماء العرش { والروح } يعني جبريل ، عليه السلام ، { إليه } في الدنيا برزق السماوات السبع ، ثم أخبر الله عز وجل عن ذلك العذاب متى يقع بها فقال :{ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } آية فيها تقديم ، وطول ذلك اليوم كأدنى صلاته ، يقول : لو ولى حساب الخلائق وعرضهم غيري لم يفرغ الله منه إلا على مقدار خمسين ألف سنة فإذا أخذ الله تعالى في عرضهم يفرغ الله منه على مقدار نصف يوم من أيام الدنيا فلا ينتصف النهار حتى يستقر أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، وهذه الآية نزلت فيهم :{ أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا } [ الفرقان :24 ] ، يقول : ليس مقبلهم كمقبل أهل النار