وقوله تعالى : { تَعْرُجُ الملائكة } معناه تَصْعَدُ ، و( الرُّوحُ ) عِنْدَ الجمهورِ هو جبريلُ عليه السلام وقال مجاهد : الرُّوحُ ملائِكَةٌ حَفَظَةٌ للملائِكَةِ الحافظين لبني آدم لا تَراهم الملائكةُ ؛ كَمَا لا نرى نحن الملائكة ، وقال بعض المفسرين : هو اسم جنسِ لأرواحِ الحيوان .
وقوله سبحانه : { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } قال ابن عباس وغيره : هو يومُ القيامةِ ، ثم اختلفُوا ؛ فقال بعضُهم : قُدْرُه في الطولِ قَدْرَ خمسينَ ألفَ سَنَةٍ ، وقال بعضهم : بل قَدْرُه في الشدّة ، والأولُ هو الظاهر ، وهو ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم : " ما مِنْ رجلٍ لا يؤَدِّي زكاةَ مالِه إلا جُعِلَ له صفائحُ مِن نارٍ يوم القيامةِ تكْوَى بها جَبْهَتُه وظهرُه وجَنْبَاه في يومٍ كان مقدارُه خمسين ألفَ سنةٍ " قال أبو سعيدِ الخدريُّ ، قيل : يا رسولَ اللَّه مَا أطْوَلَ يَوْماً مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَة فقالَ : " والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إنَّهُ لَيَخِفُّ عَلَى المُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ " ، قال ابن المبارك : أَخبرنا معمر عن قتادة عن زُرَارَةَ بْنِ أوفى عن أبي هريرةَ قال : " يَقْصُرُ يومئذٍ على المؤْمِنِ حتى يكونَ كوقتِ الصَّلاَةِ " ، انتهى . قال ( ع ) : وَقَدْ ورد في يوم القيامةِ أنه كألْفِ سنةٍ ، وهذا يشبه أن يكونَ في طوائفَ دونَ طوائفَ ، ( ت ) : قال عبد الحق في «العاقبة » له : اعْلَمْ رَحِمَكَ اللَّهُ ؛ أن يومَ القيامةِ لَيْسَ طولُه كما عَهِدْتَ من طول الأيامْ ، بَلْ هو آلافٌ من الأعوامْ ، يَتَصَرَّفُ فيه هذا الأنامْ ، على الوُجُوهِ والأَقْدَامْ ، حَتَّى يَنْفُذَ فيهم مَا كُتِبَ لَهُمْ وعليهم من الأَحْكَامِ ، وليس يكونُ خَلاَصُه دفعةً وَاحِدَةً ، ولا فراغُهم في مرةٍ واحدةٍ ؛ بل يَتَخَلَّصُونَ ويَفْرُغُونَ شَيْئاً بعد شيءٍ ، لَكِنَّ طولَ ذلك اليومِ خمسون ألفَ سنة ، فَيَفْرَغُونَ بِفَرَاغِ اليومِ ، ويفرغُ اليومُ بِفَرَاغِهِم ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يطولُ مقامُه وحبْسُه إلى آخر اليومِ ، ومنهم من يكونُ انفصَالُه في ذلك اليوم في مقدار يَوْمٍ من أيام الدنيا ، أو في ساعةٍ من ساعاتِه ، أو في أقَلَّ من ذلك ، ويكون رائحاً في ظلِّ كَسْبهِ وعَرْشِ ربه ، ومنهم من يُؤْمَرُ به إلى الجنةِ بغير حسابٍ ولا عذاب ، كما أنَّ منهم مَنْ يُؤمَرُ به إلى النارِ في أول الأمْر من غير وقوفٍ ولا انتظار ، أو بعدَ يسير من ذلك ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.