صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

{ يوم يكون الناس كالفراش } أي اذكر يوم يكون الناس كالفراش ، وهو الطير الرقيق الذي يقصد النار ، ولا يزال يتقحم على المصباح ونحوه حتى يحترق ، واحده فراشة . { المبثوت } أي المنتشر المتفرق . شبه الله الناس يوم القيامة – في كثرتهم وانتشارهم وذلتهم وضعفهم واضطرابهم وتطايرهم إلى الداعي حين يدعوهم إلى المحشر – بالفراش المنتشر المتطاير إلى النار .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

المبثوث : المنتشر ، المتفرق .

في ذلك اليوم العصيبِ ينتشر الناسُ كالفَراش المتفرق في الفضاءِ ، لا يَلوي أحدٌ على أحد ، حيارى ، هائمين على وُجوههم ، لا يدرون ما يفعلون ، ولا ماذا يُراد بهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

{ يوم يكون الناس كالفراش } كغوغاء الجراد لا يتجه إلى جهة واحدة ، كذلك الناس إذا بعثوا ماج بعضهم في بعض للحيرة { المبثوث } المفرق .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

قوله تعالى : " يوم " منصوب على الظرف ، تقديره : تكون القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث . قال قتادة : الفراش الطير الذي يتساقط في النار والسراج . الواحد فراشة ، وقاله أبو عبيدة . وقال الفراء : إنه الهمج الطائر ، من بعوض وغيره ، ومنه الجراد . ويقال : هو أطيش من فراشه . وقال :

طُوَيِّشٌ من نفرٍ أَطْيَاشِ *** أطيشُ من طائرة الفَرَاشِ

وقال آخر :

وقد كان أقوامٌ رددتَ قلوبَهُمْ *** إليهم{[16318]} وكانوا كالفَرَاشِ من الجَهْلِ

وفي صحيح مسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا ، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها ، وهو يذبهن عنها ، وأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تفلتون من يدي " ، وفي الباب عن أبي هريرة . والمبثوث : المتفرق . وقال في موضع آخر : { كأنهم جراد منتشر }{[16319]} [ القمر : 7 ] . فأول حالهم كالفراش لا وجه له ، يتحير في كل وجه ، ثم يكونون كالجراد ؛ لأن لها وجها تقصده . والمبثوث : المتفرق والمنتشر . وإنما ذكر على اللفظ : كقوله تعالى : { أعجاز نخل{[16320]} منقعر } [ القمر : 20 ] ، ولو قال : المبثوثة [ فهو ] كقوله تعالى : { أعجاز نخل خاوية }{[16321]} [ الحاقة : 7 ] . وقال ابن عباس والفراء : { كالفراش المبثوث } كغوغاء الجراد ، يركب بعضها بعضا . كذلك الناس يجول بعضهم في بعض إذا بعثوا .


[16318]:في بعض النسخ: "عليهم".
[16319]:آية 7 سورة القمر.
[16320]:آية 20 سورة القمر.
[16321]:الزيادة من تفسير ابن عادل يقتضيها السياق.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

ولما ألقى السامع جميع فكره إلى تعرف أحوالها ، قال ما تقديره : تكون { يوم يكون } أي كوناً كأنه جبلة { الناس } أي الذين حالهم النوس على كثرتهم ، واختلاف ذواتهم وأحوالهم ومراتبهم ومقاديرهم وانتشارهم بعد بعثرة القبور ، وتحصيل ما في الصدور ، { كالفراش } أي صغار الجراد ؛ لأنها تتفرش وتتهافت على النار ، أو هو طير غير ذلك لا دم له ، يتساقط في النار ، وليس ببعوض ولا ذباب . وقال حمزة الكرماني : شبههم بالفراش التي تطير من هنا ومن هنا ، ولا تجري على سمت واحد ، وهي همج يجتلبها السراج . وقال غيره : وجه الشبه الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب ، كما تتطاير الفراش ، وكثرة التهافت في النار وركوب بعضهم بعضاً ، وموج بعضهم في بعض من شدة الهول ، كما قال تعالى

{ كأنهم جراد منتشر }[ القمر : 7 ] { المبثوث * } أي المنتشر المتفرق .