نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

ولما ألقى السامع جميع فكره إلى تعرف أحوالها ، قال ما تقديره : تكون { يوم يكون } أي كوناً كأنه جبلة { الناس } أي الذين حالهم النوس على كثرتهم ، واختلاف ذواتهم وأحوالهم ومراتبهم ومقاديرهم وانتشارهم بعد بعثرة القبور ، وتحصيل ما في الصدور ، { كالفراش } أي صغار الجراد ؛ لأنها تتفرش وتتهافت على النار ، أو هو طير غير ذلك لا دم له ، يتساقط في النار ، وليس ببعوض ولا ذباب . وقال حمزة الكرماني : شبههم بالفراش التي تطير من هنا ومن هنا ، ولا تجري على سمت واحد ، وهي همج يجتلبها السراج . وقال غيره : وجه الشبه الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب ، كما تتطاير الفراش ، وكثرة التهافت في النار وركوب بعضهم بعضاً ، وموج بعضهم في بعض من شدة الهول ، كما قال تعالى

{ كأنهم جراد منتشر }[ القمر : 7 ] { المبثوث * } أي المنتشر المتفرق .