غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

وانتصب { يوم } بفعل محذوف دل عليه القارعة ، أي تقرع الناس يوم كذا ، وهذا القرع عبارة عن الصيحة التي يموت فيها الخلائق ، ثم يحييهم عند النفخة الثانية ، كما روي أن الصور له ثقب على عدد الأموات ، لكل واحد ثقبة معلومة ، فيحيي الله بتلك النفخة الواصلة إليه من تلك الثقبة المعينة . وقيل : القرع هو اصطكاك الأجرام العلوية والسفلية حين التخريب والتبديل ، أو هو نفس انفطارها وانتثارها واندكاكها ، قاله الكلبي . وقال مقاتل : إنها تقرع أعداء الله بالعذاب ، وأما أولياؤه فهم من القرع آمنون . والفراش اسم لهذه الدواب التي تتهافت فتقع في النار ، سمي فراشاً لتفرشه وانتشاره ، وأكد هذا المعنى بقوله { المبثوث } ، وشبه الناس يومئذ بها لكثرتهم وانتشارهم ذاهبين في كل أوب ، كما شبههم بالجراد المنتشر في موضع آخر لذلك ، لا لصغر الجثة والنحول والضعف . وجوز بعضهم أن يكونوا أولاً أكبر جثة ، فشبههم وقتئذ بالجراد ، ثم يؤول حالهم إلى الهزل والضعف لحر الشمس ولسائر أصناف المتاعب ، فشبهوا للضعف بالفراش . ويمكن أن يكون وجه التشبيه الذلة والضعف ، كقوله صلى الله عليه وسلم " الناس اثنان : عالم ومتعلم ، وسائر الناس همج " .

/خ11