لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

{ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } الفراش هذه الطير التي تراها تتهافت في النار ، سميت بذلك لفرشها ، وانتشارها ، وإنما شبه الخلق عند البعث بالفراش ؛ لأن الفراش إذا ثار لم يتجه لجهة واحدة ؛ بل كل واحدة تذهب إلى غير جهة الأخرى ، فدل بهذا التشبيه على أن الخلق في البعث يتفرقون ، فيذهب كل واحد إلى غير جهة الآخر . والمبثوث : المتفرق . وشبههم أيضاً بالجراد فقال : { كأنهم جراد منتشر } ، وإنما شبههم بالجراد لكثرتهم . قال الفراء : كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضاً ، فشبه الناس عند البعث بالجراد لكثرتهم بموج بعضهم في بعض ، ويركب بعضهم بعضاً من شدة الهول .