تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ} (4)

المفردات :

الفراش : الحشرات الصغيرة التي تندفع على غير هدى نحو الضوء .

المبثوث : المنتشر المتفرق ، وهو مثل في الحيرة والجهل بالعاقبة .

التفسير :

4- يوم يكون الناس كالفراش المبثوث .

هذا وصف يبيّن الفزع والجزع ، والقلب المستطار ، والفؤاد المشتت ، والهيام على غير هدى ، وقد شبّه الناس في ذلك اليوم بالحشرة الصغيرة ، التي تراها تترامى على ضوء السراج ليلا ، وبها يضرب المثل في الجهل بالعاقبة ، أو كجميع الحشرات الطائرة ، كالباعوض والجراد ، فالناس في انتشارهم وتفرّقهم ، وذهابهم ومجيئهم ، بسبب حيرتهم مما هم فيه ، كأنهم فراش مبثوث ، أي متفرق منتشر .

كما قال تعالى : كأنهم جراد منتشر . ( القمر : 7 ) .

أي : كجراد يهيم على غير هدى ، وعلى غير اتجاه موحّد .

قال الزمخشري في تفسير الكشاف :

شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار ، والضعف والذلّة ، والتطاير إلى الدّاعي من كل جانب ، كما يتطاير الفراش إلى النار .