صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

{ للحواريين } أصفياء عيسى عليه السلام وخواصه . وكانوا اثني عشر رجلان وهم أول من آمن به من بني إسرائيل [ آية 52 آل عمران ص 109 ] . { من أنصاري إلى الله } من جندي متوجها إلى نصرة الله . { نحن أنصار الله } أي نحن الذين ينصرون دين الله .

{ فأيدنا الذين آمنوا . . . } أي قوينا الذين آمنوا بعيسى ، وأنه عبد الله ورسوله . { فأصبحوا ظاهرين } غالبين مؤيدين بالحجج والدلائل بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم على الكافرين بالله ، الزاعمين أن عيسى هو الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ؛ تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا ! والله أعلم

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

ثم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ } [ أي : ] بالأقوال والأفعال ، وذلك بالقيام بدين الله ، والحرص على إقامته{[1089]}  على الغير ، وجهاد من عانده ونابذه ، بالأبدان والأموال ، ومن نصر الباطل بما يزعمه من العلم ورد الحق ، بدحض حجته ، وإقامة الحجة عليه ، والتحذير منه .

ومن نصر دين الله ، تعلم كتاب الله وسنة رسوله ، والحث على ذلك ، [ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ] .

ثم هيج الله المؤمنين بالاقتداء بمن قبلهم من الصالحين بقوله : { كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ } أي : قال لهم عارضا ومنهضا{[1090]}  من يعاونني ويقوم معي في نصرتي لدين الله ، ويدخل مدخلي ، ويخرج مخرجي ؟ . فابتدر الحواريون ، فقالوا : { نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ } فمضى عيسى عليه السلام على أمر الله ونصر دينه ، هو ومن معه من الحواريين ، { فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } بسبب دعوة عيسى والحواريين ، { وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ } منهم ، فلم ينقادوا لدعوتهم ، فجاهد المؤمنون الكافرين ، { فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } أي : قويناهم ونصرناهم عليهم .

{ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } عليهم وقاهرين [ لهم ] ، فأنتم يا أمة محمد ، كونوا أنصار الله ودعاة دينه ، ينصركم الله كما نصر من قبلكم ، ويظهركم على عدوكم .

تمت ولله الحمد{[1091]} .


[1089]:- في ب: تنفيذه.
[1090]:- في ب: قال لهم منبها.
[1091]:- في ب: تم تفسيرها والحمد لله رب العالمين.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

أكد أمر الجهاد ، أي : كونوا حواريي نبيكم ليظهركم الله على من خالفكم كما أظهر حواريي عيسى على من خالفهم . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع " أنصارا لله " بالتنوين . قالوا : لأن معناه اثبتوا وكونوا أعوانا لله بالسيف على أعدائه وقرأ الباقون من أهل البصرة والكوفة والشام " أنصار الله " بلا تنوين ، وحذفوا لام الإضافة من اسم الله تعالى . واختاره أبو عبيدة لقوله : { نحن أنصار الله } ولم ينون ، ومعناه كونوا أنصارا لدين الله . ثم قيل : في الكلام إضمار ، أي قل لهم يا محمد كونوا أنصار الله . وقيل : هو ابتداء خطاب من الله ، أي كونوا أنصارا كما فعل أصحاب عيسى فكانوا بحمد الله أنصارا وكانوا حواريين . والحواريون خواص الرسل . قال معمر : كان ذلك بحمد الله ؛ أي نصروه وهم سبعون رجلا ، وهم الذين بايعوه ليلة العقبة . وقيل : هم من قريش . وسماهم قتادة : أبا بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد بن مالك وأبا عبيدة - واسمه عامر - وعثمان بن مظعون وحمزة بن عبد المطلب ، ولم يذكر سعيدا فيهم ، وذكر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .

قوله تعالى : { كما قال عيسى ابن مريم للحواريين } وهم أصفياؤه اثنا عشر رجلا ، وقد مضت أسماؤهم في " آل عمران{[14949]} " ، وهم أول من آمن به من بني إسرائيل ، قاله ابن عباس . وقال مقاتل : قال الله لعيسى إذا دخلت القرية فأت النهر الذي عليه القَصَّارُون{[14950]} فاسألهم النصرة ، فأتاهم عيسى وقال : من أنصاري إلى الله ؟ قالوا : نحن ننصرك . فصدقوه ونصروه ، { من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله } أي من أنصاري مع الله ، كما تقول : الذود إلى الذود إبل ، أي مع الذود . وقيل : أي من أنصاري فيما يقرب إلى الله ، { قال الحواريون نحن أنصار الله } وقد مضى هذا في آل عمران{[14951]} " { فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة } والطائفتان في زمن عيسى افترقوا بعد رفعه إلى السماء ، على ما تقدم في " آل عمران " بيانه . { فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين } { فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم } الذين كفروا بعيسى ، { فأصبحوا ظاهرين } أي غالبين . قال ابن عباس : أيد الله الذين آمنوا في زمن عيسى بإظهار محمد على دين الكفار . وقال مجاهد : أيدوا في زمانهم على من كفر بعيسى ، وقيل أيدنا الآن المسلمين على الفرقتين الضالتين ، من قال كان الله فارتفع ، ومن قال كان ابن الله فرفعه الله إليه ؛ لأن عيسى ابن مريم لم يقاتل أحدا ولم يكن في دين أصحابه بعده قتال ، وقال زيد بن علي وقتادة : " فأصبحوا ظاهرين " غالبين بالحجة والبرهان ؛ لأنهم قالوا فيما روي : ألستم تعلمون أن عيسى كان ينام والله لا ينام ، وأن عيسى كان يأكل والله تعالى لا يأكل ! . وقيل : نزلت هذه الآية في رسل عيسى عليه الصلاة والسلام . قال ابن إسحاق : وكان الذي بعثهم عيسى من الحواريين والأتباع فطرس وبولس إلى رومية ، واندراييس ومشى إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس . وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق . وفيلبس إلى قرطاجنة وهي أفريقية ، ويحنس إلى دقسوس قرية أهل الكهف . ويعقوبس إلى أورشليم وهي بيت المقدس ، وابن تلما إلى العرابية وهي أرض الحجاز . وسيمن إلى أرض البربر . ويهودا وبردس إلى الإسكندرية وما حولها{[14952]} فأيدهم الله بالحجة ، { فأصبحوا ظاهرين } أي عالين ، من قولك : ظهرت على الحائط أي علوت عليه ، والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب{[14953]} .


[14949]:راجع جـ 4 ص 97، ويلاحظ أنه لم تذكر أسمائهم، بل ذكر سبب تسميتهم.
[14950]:القصار: محور الثياب ومبيضها راجع جـ 4 ص 97 وص 100.
[14951]:القصار: محور الثياب ومبيضها راجع جـ 4 ص 97 وص 100.
[14952]:يلاحظ أن هذا الأسماء وردت محرفة في نسخ الأصل، وأثبتناها كما وردت في تاريخ الطبري (جـ 3 قسم أول ص 737 طبع أوربا).
[14953]:ما بين المربعين ساقط من ح، ز، س، ط.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

ولما هز سبحانه إلى الجهاد وشوق إليه{[65145]} بأنه متجر رابح ، ولوح إلى النذارة بالتنشيط بالبشارة ، فتهيأت النفوس إلى الإقبال عليه وانبعثت أي انبعاث ، حض عليه بالإيجاب المقتضي للثواب أو العقاب ، فقال منادياً بأداة البعد والتعبير بما يدل على أدنى الأسنان تأنيباً على أنه لا يعدم الوصف بالإيمان إلا مقرون بالحرمان تشويقاً وتحبيباً : { يأيها الذين آمنوا } أي{[65146]} أقروا بذلك{[65147]} فأذعنوا بهذا الوعظ غاية الإذعان أني أمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لكم : { كونوا } أي بغاية جهدكم { أنصار الله } أي راسخين في وصف النصرة وفي الذروة العليا من ثبات الأقدام في تأييد الذي له الغنى المطلق لتكونوا - بما{[65148]} أشارت إليه قراءة الجماعة{[65149]} بالإضافة - بالاجتهاد{[65150]} في ذلك كأنكم جميع أنصاره ، فإنكم أشرف من قوم عيسى عليه الصلاة والسلام ، وما ندبكم سبحانه لنصرته إلا لتشريفكم بمصاحبة رسله الذين هم خلاصة خلقه عليهم الصلاة والسلام فقولوا سمعنا وأطعنا نحن أنصار الله وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بالتنوين{[65151]} ولام الجر على معنى : كونوا بعض أنصاره ، ويشبه أن يكون المأمور به في هذه القراءة الثبات على الإيمان ولو في أدنى الدرجات ، وفي قراءة الجمهور{[65152]} الرسوخ فيه .

ولما كان التقدير على صفة هي من الثبات والسرعة على صفة الحواريين ، عبر عن ذلك بقوله : { كما } أي كونوا لأجل أني أنا ندبتكم{[65153]} بقولي من غير واسطة ولذذتكم بخطابي مثل ما كان الحواريون أنصار الله حين { قال عيسى ابن مريم } حين أرسلته إلى بني إسرائيل ناسخاً لشريعة موسى عليه الصلاة والسلام { للحواريين } أي خلص أصحابه وخاصته منهم : { من أنصاري } حال كونهم سائرين في منازل السلوك والمعاملات ومراحل المجاهدات والمنازلات { إلى الله } أي المحيط بكل شيء فنحن إليه راجعون كما كنا به مبدوئين .

ولما اشتد تشوف السامع إلى جوابهم ، أبان ذلك بقوله : { قال الحواريون } معلمين أنهم جادون في ذلك جداً لا مزيد عليه عاملين فيما دعاهم إليه عمل الواصل لا السائر لعلمهم أنه إجابته إجابة الله لأنه لا ينطق عن الهوى فليس كلامه إلا عن الله{[65154]} : { نحن } أي بأجمعنا { أنصار الله } أي الملك الأعلى الذي هو غني عنا وقادر على تمام نصرنا ، ولو كان عدونا كل أهل الأرض ننصره الآن بالفعل ، لا نحتاج إلى تدريب يسير ولا نظر إلى{[65155]} {[65156]}غير ، لاستحضارنا{[65157]} لجميع ما يقدر عليه الآدمي من صفات جلاله وجماله وكماله ، ولذلك أظهروا ولم يضمروا .

ولما كان التقدير : ثم دعوا من خالفهم من بني إسرائيل وبارزوهم ، سبب عنه قوله : { فآمنت } أي به { طائفة } أي ناس فيهم أهلية الاستدارة{[65158]} لما لهم من الكثرة { من بني إسرائيل } أي قومه { وكفرت طائفة } أي منهم ، وأصل الطائفة : القطعة من الشيء{[65159]} { فأيدنا } أي قوينا بعد رفع عيسى عليه الصلاة والسلام { الذين آمنوا } أي الذين أقروا بالإيمان المخلص منهم وغيره في القول والفعل وشددنا قلوبهم { على عدوهم } الذين عادوهم لأجل إيمانهم . ولما كان الظفر بالمحبوب أحب ما يكون{[65160]} إذا كان أول النهار ، تسبب عن تأييده قوله : { فأصبحوا } أي صاروا بعد ما كانوا فيه من الذل { ظاهرين * } أي عالين غالبين قاهرين في أقوالهم وأفعالهم لا يخافون أحداً{[65161]} إلا الله{[65162]} ولا يستخفون منه{[65163]} ، فالتأييد تارة يكون بالعلم وتارة{[65164]} بالفعل{[65165]}

{ علمه شديد القوى }[ النجم : 5 ] فصار علمه في غاية الإحكام وتبعته قوة هي في منتهى التمام ، لأنه ناشىء عن علم مستفاد من قوة ، وإلا لقال : علمه كثير{[65166]} العلم .

{ قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك }[ النمل : 40 ] قوة مستفادة من علم ، والظاهر كما هو ظاهر قوله تعالى :

{ جاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا{[65167]} إلى يوم القيامة }[ آل عمران : 55 ] وغيرها أن تأييد المؤمنين به{[65168]} كان بعد رفعه بيسير حين{[65169]} ظهر الحواريون وانبثوا{[65170]} في البلاد يدعون إلى الله بما آتاهم من الآيات ، فاتبعهم الناس ، فلما تمادى الزمان ومات الحواريون رضي الله عنهم افترق الناس ودب إليهم الفساد ، فغلب أهل الباطل وضعف أهل الحق حتى كانوا عند بعث النبي صلى الله عليه وسلم عدماً أو في حكم العدم ، - كما دلت عليه قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه ، فقد رجع آخر السورة كما ترى بما وقع من التنزه عما{[65171]} يوهمه علو الكفرة من {[65172]}النقص بنصر{[65173]} أوليائه وقسر أعدائه ، ومن الأمر مما أخبر أولها أنه يحبه من القتال في سبيله حثاً عليه وتشويقاً إليه - على أولها ، واتصل بما بشر به من آمن ولو على أدنى وجوه الإيمان من العز موصلها بمفصلها ، بما أزيل من الأسباب الحاملة له على المداراة ، والأمور التي أوقعته في المماشاة مع الكفار والمجاراة ، فأوجب ذلك رسوخ الإيمان ، وحصول الإتقان ، المقتضي للتنزيه بالفعل عن كل شوب نقصان ، والله الموفق {[65174]}للصواب وعليه التكلان{[65175]} .

ختام السورة:

فقد رجع آخر السورة كما ترى بما وقع من التنزه عما يوهمه علو الكفرة من النقص بنصر أوليائه وقسر أعدائه ، ومن الأمر مما أخبر أولها أنه يحبه من القتال في سبيله حثاً عليه وتشويقاً إليه - على أولها ، واتصل بما بشر به من آمن ولو على أدنى وجوه الإيمان من العز موصلها بمفصلها ، بما أزيل من الأسباب الحاملة له على المداراة ، والأمور التي أوقعته في المماشاة مع الكفار والمجاراة ، فأوجب ذلك رسوخ الإيمان ، وحصول الإتقان ، المقتضي للتنزيه بالفعل عن كل شوب نقصان ، والله الموفق للصواب وعليه التكلان .


[65145]:- وقع في الأصل قبل "أي انبعاث" والترتيب من ظ وم.
[65146]:- زيد من م.
[65147]:- من ظ وم، وفي الأصل: بهذا.
[65148]:- من ظ وم، وفي الأصل: كما.
[65149]:- من م، وفي الأصل وظ: في الإضافة في الاجتهاد.
[65150]:- من م، وفي الأصل وظ: في الإضافة في الاجتهاد.
[65151]:- راجع نثر المرجان 7/ 333.
[65152]:- زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[65153]:- زيد من ظ وم.
[65154]:- زيد من و م.
[65155]:زيد من ظ وم.
[65156]:- من ظ وم، وفي الأصل: غيره بالاستحضار.
[65157]:- من ظ وم، وفي الأصل: غيره بالاستحضار.
[65158]:- من ظ وم، وفي الأصل: الاستدراك.
[65159]:- من ظ وم، وفي الأصل: البسوء.
[65160]:- زيد من ظ وم.
[65161]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[65162]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[65163]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيه.
[65164]:- زيد من م.
[65165]:- زيد في الأصل وظ: وتارة بالقول، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[65166]:- من ظ وم، وفي الأصل: المعلم.
[65167]:- زيد من م.
[65168]:- زيد من م.
[65169]:- من م، وفي الأصل وظ: حتى.
[65170]:- من م، وفي الأصل وظ: اثبتوا.
[65171]:- من ظ وم، وفي الأصل: مما.
[65172]:- من ظ وم، وفي الأصل: النصر بنصر.
[65173]:- من ظ وم، وفي الأصل: النصر بنصر.
[65174]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[65175]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.