جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

{ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله } أي : من جندي متوجها إلى نصرة الله ، { قال الحواريون نحن أنصار الله } يعني كونوا أنصاره ، مثل كون الحواريين أنصار{[5008]} الله وقت قول عيسى : من أنصاري إلى الله ، فما مصدرية ، وهي مع صلتها ظرف ، وهو كقولهم : ما رأيت رجلا كاليوم . أي : كرجل رأيته اليوم . حذف الموصوف مع صفته ، واكتفى بالظرف عنهما ، وهذا من توسعاتهم في الظروف ، وقيل تقديره : قل لهم كما قال عيسى ، { فآمنت طائفة من بني إسرائيل } بعيسى { وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنا على عدوهم } بالغلبة والاستيلاء ، { فأصبحوا ظاهرين } غالبين وذلك بعد رفع عيسى ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، كما قال السلف : لم يزل دين عيسى طامسا ، حتى بعث الله محمدا ، فآمن المؤمنون بعيسى وبمحمد عليهما الصلاة السلام ، فصاروا ظاهرين إلى آخر الأمر ، فيقاتل المسيح الدجال .

والحمد لله رب العالمين .


[5008]:هذا وجه صحة التشبيه؛ لأن ظاهره تشبيه كونهم أنصارا بقول عيسى، وهو ليس كذلك فافهم/ 12منه.