تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

قوله :{ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله } يعني صبروا أنصارا الله ، يقول : من قاتل في سبيل الله ، يريد بقتاله أن تعلو كلمة الله ، وهي لا إله إلا الله ، وأن يعبد الله لا يشرك به شيئا ، فقد نصر الله تعالى ، يقول : انصروا محمدا صلى الله عليه وسلم كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، وكانوا أقل منكم ، وذلك أن عيسى ، عليه السلام ، مر بهم وهم ببيت المقدس ، وهم يقصرون الثياب ، والحواريون بالنبطية مبيضو الثياب ، فدعاهم إلى الله ، فأجابوه ، فذلك قوله :{ كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصاري إلى الله } يقول : مع الله ، يقول : من يمنعني من الله { قال الحواريون نحن أنصار الله } وهم الذين أجابوا عيسى ، عليه السلام .

{ فآمنت طائفة من بني إسرائيل } بعيسى ، عليه السلام ، { وكفرت طائفة } ثم انقطع الكلام ،{ فأيدنا الذين آمنوا } يقول : قوينا الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم { على عدوهم فأصبحوا ظاهرين } آية بمحمد صلى الله عليه وسلم على أهل الأديان .