صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} (158)

{ هل ينظرون }ما ينتظر مشركوا مكة بعد تكذيبهم بالآيات إلا أن تأتيهم ملائكة الموت لقبض أرواحهم{ أو يأتي ربك }أي في ظلل من الغمام كما أخبر . أو يأتي أمره بقتلهم ، كما فسره ابن عباس . أو بعذابهم ، كما فسره الحسن{ أو يأتي بعض آيات ربك }أي بعض أشراط الساعة . وفسر في الحديث بطلوع الشمس من مغربها . فمن آمن من شرك أو تاب من معصية عند ظهور بعض الآيات لا يقبل منه ، لأنه رجوع اضطراري . كما لو أرسل الله عذابا على قوم فآمنوا أو تابوا ، فإنه لا ينفعهم ذلك لمعاينتهم الأهوال و لشدائد التي تضطرهم إلى الإيمان والتوبة . فقوله : { لا ينفع نفسا }كافرة أو مؤمنة { إيمانها }أي و لا توبتها من المعاصي{ لم تكن آمنت من قبل }صفة راجعة إلى الأولى . { أو كسبت في إيمانها خيرا }راجعة إلى الثانية . والآية وعيد للمكذبين ، ويئيس من إيمان مشركي مكة . وتمثيل لحالهم بحال من ينتظر ذلك .