قوله عز وجل : { هَل يَنظُرُونَ إِلا أَن تَاتِيَهُمُ المَلآئِكَةُ } فيه وجهان :
أحدهما : هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة رسلاً ، يعني الكفار الذين يتوقفون عن الإيمان مع ظهور الدلائل .
والثاني : هل ينظرون يعني في حُجَج الله ودلائله إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ، قاله جويبر{[1016]} .
{ أَوْ يَاتِيَ رَبُّكَ } فيه وجهان :
أحدهما : أمر ربك بالعذاب ، قاله الحسن .
والثاني : قضاء ربك في القيامة ، قاله مجاهد .
{ أَوْ يَاتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ } فيه قولان :
أحدهما : أنه طلوع الشمس من مغربها ، قاله مجاهد ، وقتادة ، والسدي ، قال ابن مسعود : مع القمر في وقت واحد وقرأ :
{ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ }
والثاني : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ، قاله أبو هريرة .
{ يَوْمَ يَاتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ . . . } في أول آيات الساعة وآخرها قولان :
أحدهما : أن أولها الدجال ، ثم الدخان ، ثم يأجوج ومأجوج ، ثم الدابة ، ثم طلوع الشمس من مغربها ، { لاَ يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِِن قَبْلُ } هذا قول معاذ بن جبل .
والثاني : أن أولها خروج الدجال ، ثم خروج يأجوج ومأجوج ، ثم طلوع الشمس من مغربها { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مَن قَبْلُ } ثم خروج الدابة ، وهذا قول حذيفة بن اليمان ورواه مرفوعاً .
ثم اختلفوا في ألا ينفعها إيمانها بظهور أول الآيات أو بظهور آخرها على قولين :
أحدهما : إذا خرج أول الآيات ، طرحت الأقلام ، وجلست الحفظة ، وشهدت الأجساد على الأعمال .
والقول الثاني : أن ذلك يكون بخروج آخر الآيات ليكون لنا فيها أثر في الإنذار{[1017]} .
ثم قال : { أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمَانِهَا خَيْراً } أما إيمانها قبل هذه الآيات فمُعْتَدٌّ به ، وأما بعدها فإن لم تكسب فيه خيراً لم يُعْتَدّ به ، وإن كسبت فيه خيراً ففي الاعتداد به قولان :
أحدهما : يُعْتَدُّ به ، وهو ظاهر الآية أن يكون قبل الآيات أو بعده .
والثاني : لا يُعْتَدُّ به ، ويكون معناه : لم تكن آمنت من قبل وكسبت في إيمانها خيراً ، وهذا قول السدي .
أحدهما : تأدية الفروض على أكمل أحوالها .
والثاني : التطوع بالنوافل بعد الفروض .
روى مجاهد عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحُ مِن قِبَلِ المَغْرِبِ{[1018]} ، فَالتَّوْبَةُ مَقْبَولَةٌ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ : مِنْ إِبْلِيس رَاسِ الكُفْرِ ، وَمِنْ قَابِيل قَاتِلِ هَابِيلَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَبِيَّا لاَ تَوْبَةَ لَهُ ، فَإِذَا طَلَعَت الشَّمْسُ مِن ذَلِكَ البَابِ كَالعَكَرِ الأَسْوَدِ لاَ نَورَ لَهَا حَتَّى تَتَوَسَّطَ السَّماءَ ثُمَّ تَرْجِعُ فِيُغْلَقُ البَابُ وَتُرَدُّ التَّوبَةُ فَلاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُن ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيراً ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى مَشَارِقَهَا ، فَتَطْلُعُ بَعْدَ ذلِكَ عِشْرِينَ وَمِائَة سَنَة إِلاَّ أَنَّهَا سُنُونَ تَمُرُّ مَراً " {[1019]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.