الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ} (8)

ثم قال تعالى ذكره : { ثم لتسئلون يومئذ عن النعيم } .

أي : ثم ليسألنكم الله عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ماذا علمتم فيه ؟ من أين وصلتم غليه ؟ وفيم أفنيتموه ؟

قال ابن مسعود( {[77350]} ) ومجاهد والشعبي وسفيان : النعيم هو " الأمن( {[77351]} ) والصحة " ( {[77352]} ) .

وقال ابن عباس : " هو صحة البدن والأسماع والأبصار . قال : يسأل الله عز وجل العباد فيما( {[77353]} ) [ استعملوها ] ( {[77354]} ) وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله : { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }( {[77355]} ) .

[ قال ] ( {[77356]} ) الحسن : النعيم : " السمع والبصر وصحة البدن " ( {[77357]} ) . .

وقيل : هو العافية( {[77358]} ) .

وقال [ ابن جبير ]( {[77359]} ) : هو ما تلذذ به( {[77360]} ) الإنسان من طعام وشراب( {[77361]} ) .

وروي( {[77362]} )عنه أنه " [ أتي ]( {[77363]} ) بشربة عسل فشربها وقال : هذا النعيم الذي تسألون عنه( {[77364]} ) .

وقال جار بن عبد الله : أتانا النبي yوأبو بكر وعمر ، فأطعمناهم رطبا وسقيناهم ماءً ، فقال رسول اللهy : هذا من [ النعيم ]( {[77365]} ) الذي تسألون عنه " ( {[77366]} ) .

وروي أبو هريرة ( أن النبيy )( {[77367]} ) قال لأبي بكر وعمر : انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن [ التيهان ]( {[77368]} ) الأنصاري ، [ فأتوه ]( {[77369]} ) ، فانطلق بهم إلى ظل حديقة فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء ( بِعِذْقٍ )( {[77370]} ) ، فقال رسول اللهy : هلا( {[77371]} ) [ انتقيت ]( {[77372]} ) لنا نمن رطبه( {[77373]} ) ؟ فقال : [ أردت أن تخيروا ]( {[77374]} ) من رطبه( {[77375]} ) . [ وبسره ] ( {[77376]} ) . فأكلوا وشربوا من الماء ، فلما فرغ رسول الله yقال : والذي نفسي بيده ، [ إن هذا ] ( {[77377]} )من النعيم الذي أنتم مسؤولون عنه يوم القيامة ، هذا الظل البارد والرطب البارد عليه الماء البارد( {[77378]} ) . وروي yعنه أنه أكل هو وناس من أصحابه أكلة من خبز . شعير –لم( {[77379]} ) . ينخل ( {[77380]} )- بلحم سمين ، ثم شربوا من جدولن فقال : هذه أكلة من النعيم تسألون عنها يوم القيامة( {[77381]} ) .

وروى ثابت البناني أن( {[77382]} ) النبي yقال : النعيم المسؤول عنه يوم القيامة : ( كسرة ) ( {[77383]} ) تقوته( {[77384]} ) ، وماء يرويه ، وثوب يواريه( {[77385]} ) .

وقال ( أبو ) ( {[77386]} ) أمامة " النعيم المسؤول عنه يوم القيامة خبز البر ، والماء العذب " ( {[77387]} ) .

وقال مجاهد : هو كل شيء الْتَذَّ به الإنسان من لذة الدنيا( {[77388]} ) .

وقال قتادة : إن الله جل ذكره ( سائل ) ( {[77389]} ) كل عبد عما استودعه من نعمته( {[77390]} ) وحقه( {[77391]} ) . فظاهر الآية العموم في كل ما تنعم به الإنسان( {[77392]} ) .


[77350]:أ: ابن عباس.
[77351]:ث: الامان.
[77352]:جامع البيان 30/285-286.
[77353]:ث: فيم، وكذا في جامع البيان 30/286.
[77354]:ث، م: يستعملونها.
[77355]:الإسراء: 36. وانظر جامع البيان 30/286.
[77356]:م: فقال.
[77357]:جامع البيان 30/286.
[77358]:هو قول أبي جعفر في جامع البيان 30/286 وقول علي بن ابي طالب في تفسير مجاهد: 746.
[77359]:م: ابن الزبير.
[77360]:أ، ث: يتلذذ به.
[77361]:انظر: المحرر 16/360 وهو قول جابر بن عبد الله في زاد المسير 9/222 وتفسير القرطبي 20/176.
[77362]:أ: وروا.
[77363]:م: أوتي، أ: أنا.
[77364]:جامع البيان 30/285.
[77365]:ث، م: النعم.
[77366]:أخرجه الطبري جامع البيان 30/286، وانظر تفسير ابن كثير 4/584.
[77367]:ما بين قوسين تكرر في ث.
[77368]:م: التيهار. وأبو الهيثم هو مالك بن التيهان الأنصاري الأوسي أبو الهيتم، الصحابي الجليل، كان يكره الأصنام في الجاهلية. وكان أول من أسلم من الأنصار بمكة، شهد بدر وغيرها (ت 20هـ)، انظر: الاستبصار: 228 والإصابة 8/209.
[77369]:م: وأتوه.
[77370]:ساقط من أ. وفي ث: بغرق. و"العذق –بالكسر- العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق، والعذق بالفتح- النخلة": النهاية لابن الأثير 3/199 بتصرف، قال: "وقد تكرر العِذق والعذق في الحديث ويفرق بينهما بمفهوم الكلام الواردان فيه "انظر: 3/200.
[77371]:ث: هل.
[77372]:م: تبعث.
[77373]:أ: رطبة
[77374]:م: أردت يتخير، أ: أردت تتغير، ث: أردت متخير. والتصويب من جامع البيان 30/287.
[77375]:أ: رطبة.
[77376]:م: وبصرة، أ: بسرة.
[77377]:ساقط من ث، م.
[77378]:أخرجه جامع البيان 30/287، وأخرجه –بنحوه- مسلم في كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه –أي: الضيف- غيره إلى دار من يثق برضاه (شرح النووي على مسلم 13/210) وقد ذكر فيه فوائد نفيسة استنبطها من هذا الحديث الشريف. وانظر تفسير ابن كثير 4/573.
[77379]:أ: ثم.
[77380]:ث: تنخل.
[77381]:أخرجه الطبري في جامع البيان 30/288.
[77382]:ث: عن.
[77383]:ساقط من ث.
[77384]:أ: تقويته. وفي جامع البيان 30/288: "تَقوِّيه".
[77385]:ث: يوريه.
[77386]:ساقط من ث.
[77387]:انظر: جامع البيان 30/288.
[77388]:انظر: المصدر السابق وتفسير ابن كثير 4/589 والدر 8/613.
[77389]:بياض في ث:.
[77390]:أ: نعمة.
[77391]:المصدر السابق، وتفسير ابن كثير 4/589، والدر 8/613.
[77392]:انظر: جامع البيان 30/279.