ثم قال تعالى ذكره : { ثم لتسئلون يومئذ عن النعيم } .
أي : ثم ليسألنكم الله عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ماذا علمتم فيه ؟ من أين وصلتم غليه ؟ وفيم أفنيتموه ؟
قال ابن مسعود( {[77350]} ) ومجاهد والشعبي وسفيان : النعيم هو " الأمن( {[77351]} ) والصحة " ( {[77352]} ) .
وقال ابن عباس : " هو صحة البدن والأسماع والأبصار . قال : يسأل الله عز وجل العباد فيما( {[77353]} ) [ استعملوها ] ( {[77354]} ) وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله : { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }( {[77355]} ) .
[ قال ] ( {[77356]} ) الحسن : النعيم : " السمع والبصر وصحة البدن " ( {[77357]} ) . .
وقيل : هو العافية( {[77358]} ) .
وقال [ ابن جبير ]( {[77359]} ) : هو ما تلذذ به( {[77360]} ) الإنسان من طعام وشراب( {[77361]} ) .
وروي( {[77362]} )عنه أنه " [ أتي ]( {[77363]} ) بشربة عسل فشربها وقال : هذا النعيم الذي تسألون عنه( {[77364]} ) .
وقال جار بن عبد الله : أتانا النبي yوأبو بكر وعمر ، فأطعمناهم رطبا وسقيناهم ماءً ، فقال رسول اللهy : هذا من [ النعيم ]( {[77365]} ) الذي تسألون عنه " ( {[77366]} ) .
وروي أبو هريرة ( أن النبيy )( {[77367]} ) قال لأبي بكر وعمر : انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن [ التيهان ]( {[77368]} ) الأنصاري ، [ فأتوه ]( {[77369]} ) ، فانطلق بهم إلى ظل حديقة فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء ( بِعِذْقٍ )( {[77370]} ) ، فقال رسول اللهy : هلا( {[77371]} ) [ انتقيت ]( {[77372]} ) لنا نمن رطبه( {[77373]} ) ؟ فقال : [ أردت أن تخيروا ]( {[77374]} ) من رطبه( {[77375]} ) . [ وبسره ] ( {[77376]} ) . فأكلوا وشربوا من الماء ، فلما فرغ رسول الله yقال : والذي نفسي بيده ، [ إن هذا ] ( {[77377]} )من النعيم الذي أنتم مسؤولون عنه يوم القيامة ، هذا الظل البارد والرطب البارد عليه الماء البارد( {[77378]} ) . وروي yعنه أنه أكل هو وناس من أصحابه أكلة من خبز . شعير –لم( {[77379]} ) . ينخل ( {[77380]} )- بلحم سمين ، ثم شربوا من جدولن فقال : هذه أكلة من النعيم تسألون عنها يوم القيامة( {[77381]} ) .
وروى ثابت البناني أن( {[77382]} ) النبي yقال : النعيم المسؤول عنه يوم القيامة : ( كسرة ) ( {[77383]} ) تقوته( {[77384]} ) ، وماء يرويه ، وثوب يواريه( {[77385]} ) .
وقال ( أبو ) ( {[77386]} ) أمامة " النعيم المسؤول عنه يوم القيامة خبز البر ، والماء العذب " ( {[77387]} ) .
وقال مجاهد : هو كل شيء الْتَذَّ به الإنسان من لذة الدنيا( {[77388]} ) .
وقال قتادة : إن الله جل ذكره ( سائل ) ( {[77389]} ) كل عبد عما استودعه من نعمته( {[77390]} ) وحقه( {[77391]} ) . فظاهر الآية العموم في كل ما تنعم به الإنسان( {[77392]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.