قوله : ( { وقال للذي ظن أنه ( ناج منهما } – إلى قوله – { بعالمين }[ 42-44 ] .
المعنى : وقال يوسف للذي علم أنه ناج ){[34446]} من الفتيين : اذكرني عند سيدك ، وهو الملك{[34447]} الأعظم{[34448]} . وأعلمه بمظلمتي{[34449]} وأني محبوس بغير جرم{[34450]} .
وقيل{[34451]} : المعنى : اذكر ما رأيته مني من العلم بعبارة الرؤيا ، وبحال( ي ){[34452]} في العلم عند الملك{[34453]} .
قوله : { فأنساه الشيطان ذكر ربه }[ 42 ] ، أي : أنسى الشيطان الساقي أن يذكر يوسف{[34454]} للملك{[34455]} . فالهاءان للساقي ، بدلالة قوله : { وادكر بعد أمة }[ 45 ] ، أي : تذكر الساقي ما قاله له يوسف{[34456]} بعد حين ، يدل على أن النسيان كان من الساقي : أنساه الله عز وجل{[34457]} ، أن يذكر يوسف عليه السلام . وقيل : المعنى أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه عز وجل{[34458]} فالهاء ليوسف : أي : أنسى يوسف{[34459]} الشيطان أن يرجع إلى ربه ، ويسأله خلاصة{[34460]} ، ويرد أمره إلى الله عز وجل{[34461]} ، ورجع إلى سؤال أحد الفتيين أن يذكره عند الملك ، فلبث في السجن عقوبة بضع سنين{[34462]} .
( قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا كلمة يوسف ، ما لبث في السجن ما لبث{[34463]} " : يعني قوله { اذكرني عند ربك } : أي : عند سيدك{[34464]} .
قال ابن{[34465]} دينار لما قال يوسف{[34466]} للساقي : { اذكرني عند ربك } . قيل : يا يوسف اتخذ[ ت ]{[34467]} من دوني وكيلا ، لاطيلن حبسك{[34468]} . فبكى يوسف ، وقال{[34469]} : يا رب : أنسى قلبي كثرة البلوى ، فقلت كلمة فويل لإخوتي{[34470]} .
ويروى{[34471]} أن يوسف لما قال لصاحب الشراب : { اذكرني عند ربك } أتاه جبريل عليه السلام{[34472]} فعاتبه ، وخرق له بجناحه سبع أرضين ، إلى منتهى الصخرة التي عليها الأرض ، وقوى الله عز وجل{[34473]} ، بصر يوسف ، حتى نظر إلى نملة ، على الصخرة تجر حبة . فقال جبريل{[34474]} : يا يوسف لم يغفل ربك عن هذه النملة ورزقها ، فكيف{[34475]} يغفل عنك ، وأنت في السجن ، حتى{[34476]} تشكو إلى صاحب/ الشراب ، وتأمره بذكرك ، وبذكر عذرك عند سيده . قال : فأخذ يوسف التراب فملأ به فمه ، ورأسه ، وقال : إلهي ! أسألك بوجه أبي وجدي – قال مجاهد - : فلم يذكره{[34477]} الساقي حتى رأى الملك الرؤيا{[34478]} .
قال قتادة : لبث في السجن سبع{[34479]} سنين{[34480]} .
قال وهب : أصاب أيوب{[34481]} البلاء سبع سنين ، وترك يوسف{[34482]} في السجن سبح سنين ، وعذب بختنصر{[34483]} فحول في السباع سبع سنين{[34484]} وكذلك قال ابن جريج .
( والبضع{[34485]} ) : ما بين الثلاث إلى التسع{[34486]} .
وقال الأخفش : هو من واحد إلى عشر . قال قُطْرُبْ{[34487]} : هو ما بين الثلاث والسبع{[34488]} . وقال أبو عبيدة : من الواحد إلى الأربعة{[34489]} .
( قال الحسن ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " لولا كلمة يوسف{[34490]} حيث يقول{[34491]} : { اذكرني عند ربك } ، ما لبث في السجن طول ما لبث{[34492]} " . قال ابن عباس : عوقب بقوله للساقي : { اذكرني عند ربك } فطال سجنه{[34493]} .
وروي أن يوسف ، عليه السلام ، لما قال له : { اذكرني عند ربك } أوحى الله إلى الأرض أن النفرج( ي ){[34494]} لعبدي يوسف . فانفرجت له : فقيل له : ما ترى ؟ فقال : أرى أرضا ، وأرى ذرة معها طعم لها . قال : فقال : يا يوسف{[34495]} ! ألم ( أغفل ){[34496]} عن هذه في هذا الموضع ، وأغفل عنك لَتَلْبَثَنَّ في السجن بضع سنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.