فلما سمعت بما فعلن ، أرادت أن تُوقِعهن فيما {[34194]} وقعت هي فيه : { أرسلت إليهن {[34195]} أعتدت لهن متكئا }[ 31 ] : أي : أعدت لهن {[34196]} مجلسا ، أو مما يتكئن عليه من النمارق . وهو يفتعل من ( وكأت ) . والأصل فيه : ( مؤتكا ) ، ففعل به ما فعل ( بمتزر ) {[34197]} من الوزر . وقد نطق به التاءع غير تاء الإفتعال . قالوا {[34198]} : ( تك الرجل متكئا ) .
وقال ابن جبير : متكئا : طعاما وشرابا {[34199]} .
وقال السدي : ما يتكئن {[34200]} عليه {[34201]} . وقال ابن عباس : مجلسا {[34202]} . وقرأ الحسن : ( متكى ) بإسكان التاء من غير همز {[34203]} ، على وزن ( فعل( ى ) {[34204]} وهو المجلس والطعام .
وقال الضحاك : المتك : الزُّماَوَرْد {[34205]} ، وقيل هو الأترنج ، روي ذلك عن ابن عباس {[34206]} .
وحكى القتيبي {[34207]} أنه يقال {[34208]} : ( اتكأنا عند فلان ، أي : أكلنا عنده {[34209]} ) .
قوله : { وأتت كل واحدة منهن سكينا }[ 31 ] : يدل على أنه طعام يقطع بالسكاكين {[34210]} .
فكأنه في التقدير : وأعتدت لهن طعاما متكئا ، ثم حذف مثل { واسأل القرية {[34211]} التي كنا فيها } {[34212]} {[34213]} . والسكين : يُذَكر ، ويؤنث عند الكسائي ، والفراء ، ولا يعرف الأصمعي إلا التذكير {[34214]} .
{ وقالت اخرج عليهن }[ 31 ] أي : قالت ليوسف : أخرج ، فخرج ( عليهن ) {[34215]} { فلما رأيته أكبرنه }[ 31 ] : أي عظم {[34216]} وجل في أعينهن ، وكبر ، وعظم {[34217]} وبهتن . وقيل : { أكبرنه } : حضن الحيض البين {[34218]} .
( فالهاء ) على القول الأول ليوسف {[34219]} ، وعلى القول الثاني للحيض ، كناية على المصدر . وأكبر[ ن ] {[34220]} ، بمعنى حضن ، مروي عن ابن عباس ، والضحاك {[34221]} .
وعن مجاهد أن المعنى : فلما رأينه أعظمنه فحضن {[34222]} .
وقوله : { وقطعن أيديهن }[ 31 ] بالحز {[34223]} بالسكاكين {[34224]} .
قال {[34225]} السدي : جعلن يحززن {[34226]} في أيديهن ، وهن {[34227]} يحسبن أنهن يقطعن الأترج {[34228]} ، ما يعقلن مما طرأ عليهن من جماله ، وهيأته .
وقال قتادة ، ومجاهد : ( تقطعن أيديهن حتى ألقينها ) {[34229]} .
قال عكرمة : قطعن أيديهن : أي : أكمامهن {[34230]} . وروي أن يوسف {[34231]} ، وأمه أعطيا ثلث الحسن {[34232]} وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنهما أعطيا ثلث الحسن ) {[34233]} .
وقوله {[34234]} : { وقلن حاش الله }[ 31 ] : أي {[34235]} : معاذ الله {[34236]} .
وحاشا {[34237]} يكون بمعنى التنزيه {[34238]} ، وبمعنى {[34239]} الاستثناء ، وهي هنا للتنزيه {[34240]} .
{ ما هذا بشرا }[ 31 ] : استعظمن أمره ، إذ لم يرين {[34241]} من البشر مثله {[34242]} .
{ إن هذا إلا ملك كريم }[ 31 ] : أي : من الملائكة {[34243]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.