ثم قال تعالى ذكره : { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت }[ 33 ] ( من ) : رفع بالابتداء ، والخبر محذوف{[36429]} ، وبه يتم المعنى .
والتقدير : أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كشركائهم ، والتقدير : أفمن هو حافظ{[36430]} على كل نفس لا يغفل ، ولا يهلك ( كمن يهلك ولا يحفظ{[36431]} ) ولا يحصى شيئا . ( فالجواب محذوف ){[36432]} لعلم المخاطب .
وقيل المراد به الملائكة الموكلون على بني آدم{[36433]} ، والقول الأول أشهر{[36434]} ، وأكثر .
ثم قال ( تعالى ) : { وجعلوا لله شركاء }[ 33 ] هذا يدل على المحذوف ، والمعنى : أفمن هو قائم كشركائهم . ودل { وجعلوا لله شركاء }[ 33 ] على المحذوف ثم قال : قل لهم يا محمد { سموهم } : أي يسموا هؤلاء الشركاء ، فإن قالوا : آلهة{[36435]} فقد كذبوا ، لأنه لا إله إلا هو الواحد ( القهار ){[36436]} ، لا شريك له{[36437]} .
{ أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض }[ 33 ] ( أم{[36438]} ) تخبرونه بأن في الأرض إلها ، ولا إله إلا هو في الأرض والسماء{[36439]} .
وقوله : { أم بظاهر من القول }[ 33 ] : أي : أم قلتم ذلك بظاهر قول ، وهو في الحقيقة باطل لا صحة له{[36440]} .
ثم قال ( تعالى ){[36441]} { بل زين للذين كفروا مكرهم }[ 33 ] المعنى ما لله شريك ، بل زين للذين كفروا مكرهم : أي : زين لهم عملهم ، وصدوا الناس عن الإيمان{[36442]} .
ومن قرأ بضم الصاد{[36443]} ، فمعناه : أن الله أعلمنا أن صدهم عن الهدى عقوبة لهم{[36444]} . ودل على ذلك قوله{[36445]} : { ومن يضلل الله فما له من هاد }[ 33 ] أي : من أضله الله عز وجل{[36446]} عن إصابة الحق ، فلا يقدر أحد على هدايته{[36447]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.