قوله تعالى ذكره : { فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار }[ 86 ] إلى قوله : { وأطيعوا أمري }[ 89 ] .
أي : أخرج لهم السامري من الحلي الذي قذفوه في النار ، وألقى هو عليه التربة التي كانت معه ، عجلا مجسدا{[45417]} ، أي : له جسد لا روح فيه .
وقيل : كان لا رأس له ، فلذلك قيل{[45418]} جسدا .
وقوله : ( له خوار ) ، أي : له صوت مثل{[45419]} البقر .
قال قتادة : ( كان الله جل ذكره وقت لموسى ثلاثين ليلة ، ثم أتمها بعشر ، فلما مضت الثلاثون ، قال عدو الله السامري : إنما أصابكم ما أصابكم بالحلي الذي كان معكم ، ( يعني إنما أبطأ عليكم{[45420]} موسى عقوبة من أجل الحلي ، ثم قال لهم ){[45421]} : فهلموا وكانت حليا تعوروها من آل فرعون ، فساروا وهي معهم ، فدفعوها إليه ، فصورها{[45422]} صورة بقرة ، وكان قد صر في عمامته أو ثوبه قبضة من أثر فرس جبريل صلى الله عليه وسلم فقذفها في الحلي والصورة فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ، فجعل خوار البقرة ، فقال : هذا إلهكم وإله موسى{[45423]} .
وقال السدي : إن هارون قال لهم : يا بني إٍسرائيل ، إن الغنيمة لا تحل لكم ، وإن حلي{[45424]} القبط إنما هو غنيمة ، فاجمعوها جميعا واحفروا{[45425]} لها حفرة فادفنوها{[45426]} ، فإن جاء موسى فأحلها أخذتموها ، وإلا كان شيئا لم تأكلوه{[45427]} . فجمعوا ذلك الحلي{[45428]} في حفرة ، فجاء{[45429]} السامري بتلك القبضة التي من حافز فرس جبريل عليه السلام ، فقذفها فأخرج الله من الحلي عجلا جسدا له خوار ، وعدت بنو إسرائيل موعد موسى ، فعدوا الليلة يوما واليوم يوما ، فلما كان العشرون{[45430]} خرج لهم العجل ، فلما رأوه ، قال لهم السامري : هذا إلهكم وإله موسى ، { فنسي } ، فعكفوا عليه يعبدونه ، وكان يخور ويمشي{[45431]} .
وقوله : { فنسي } يعني فنسي السامري دينه ، أي تركه حين أمرهم بعبادة العجل .
قال ابن عباس : { فنسي } : أي : ترك السامري ما كان عليه من الإيمان{[45432]} ، فيكون { فنسي } من قول الله جل ذكره ، إخبارا عن السامري .
وعن ابن عباس أيضا : { فنسي } أي : فنسي موسى إلهه عندكم وذهب يطلبه ، فأضله ولم يهتد إليه{[45433]} .
فيكون { فنسي } من قول السامري لبني إسرائيل ، وهو قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك وابن زيد{[45434]} .
وقيل : معناه : فنسي موسى الطريق وضل عنه .
وقيل : فنسي السامري العهد الذي عهد إليه في الإيمان ، فيكون / { فنسي } على هذا القول من الترك . وعلى القولين الأولين من النسيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.