الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ مَآ أَخۡلَفۡنَا مَوۡعِدَكَ بِمَلۡكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلۡنَآ أَوۡزَارٗا مِّن زِينَةِ ٱلۡقَوۡمِ فَقَذَفۡنَٰهَا فَكَذَٰلِكَ أَلۡقَى ٱلسَّامِرِيُّ} (87)

ثم قال تعالى : { ما أخلفنا موعدك بملكنا }[ 86 ] .

من ضم الميم في ( بملكنا ){[45406]} : فمعناه : ما أخلفنا موعدك بسلطاننا . أي : لم نملك الصواب ولا القدرة على ترك الأخلاف ، بل كان ذلك خطأ منا .

ومن كسر الميم : فمعناه : ما أخلفنا موعدك بأن ملكنا الصواب . ومن فتح الميم فمعناه بقوتنا .

وقيل{[45407]} : هي لغات يرجعن إلى معنى واحد .

وقيل{[45408]} : إن هذا من قول الذين لم يعبدوا العجل ، أي : لم نملك ردهم عن عبادة العجل ، ولا منعهم من ذلك ، فتبرءوا منهم واعتذروا{[45409]} .

ثم قال : { ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها }[ 86 ] .

قال ابن عباس : كان مع بني إسرائيل حلي من حلي آل فرعون ، فهو الأوزار من زينة القوم ، أي قوم فرعون{[45410]} .

ويقال{[45411]} : إن بني إسرائيل لما أراد موسى{[45412]} أن يسير بهم ليلا من مصر بأمر الله ، أمرهم أن يستعيروا من أمتعة آل فرعون وحليهم ، وقال لهم : إن الله مغنمكم ذلك ، ففعلوا ، فذلك{[45413]} الزينة الذي حملوا{[45414]} من زينة القوم .

وقوله : { فقذفناها }[ 86 ] .

أي : في النار لتذوب .

وقوله : { فكذلك ألقى السامري }[ 86 ] .

أي : فألقى السامري الحلي{[45415]} مثل ذلك ، أي : ألقى ما كان معه من تربة حافز فرس جبريل صلى الله عليه وسلم فالكاف في موضع نصب{[45416]} لمصدر محذوف .


[45406]:قرأ نافع وعاصم (بملكنا) بفتح الميم وقرأ حمزة والكسائي بضم الميم. وقرأ الباقون بكسرها. انظر: الكشف 2/104 وكتاب السبعة: 422-423 والحجة لابن خالويه 246 والتيسير 153 والبحر المحيط 6/268.
[45407]:انظر: البحر المحيط 6/268.
[45408]:انظر: المصدر السابق.
[45409]:ز: فاعتذروا.
[45410]:انظر: جامع البيان 16/199 والدر المنثور 4/305.
[45411]:انظر: جامع البيان 16/199 وتفسير ابن كثير 3/162.
[45412]:ز: لما أرادوا.
[45413]:ز: من ذلك.
[45414]:ز: أي يحملون.
[45415]:ز: ألقى. (تحريف).
[45416]:بعد (نصب) نعت.