الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ فَإِنَّا قَدۡ فَتَنَّا قَوۡمَكَ مِنۢ بَعۡدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ} (85)

ثم قال تعالى : { قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري }[ 83 ] .

أي : قد{[45393]} ابتلينا قومك من بعدك بعبادة العجل وإضلال السامري لهم ، دعاؤه إياهم إلى عبادة العجل .

قيل : إن السامري كان من القبط ، آمن بموسى ، فترك الإيمان فهو قوله : { فنسي } أي : فترك العهد ، وأكثر الأقوال أنه من بني إسرائيل . وأنه ابن خالة موسى{[45394]} ، ويكون قوله ( فنسي ) يريد أنه من قول السامري . قال لهم : إن موسى نسي إلهكم عندكم ومضى يطلبه . يريد العجل .

وأراد بقوله : ( قومك من بعدك ) الذين تأخروا مع هارون لا الذين{[45395]} صحبوا موسى ومضوا معه للميقات . وهم الذين اختارهم موسى للميقات ، وهم سبعون . فلذلك{[45396]} قال موسى لما أخذتهم الرجفة فماتوا : { أتهلكنا بما فعل السفهاء منا }{[45397]} . يعني الذين تأخروا مع هارون وعبدوا العجل .


[45393]:ق سقطت من ز.
[45394]:انظر: البحر المحيط 6/268.
[45395]:ع: الذي والتصحيح من ز.
[45396]:ز: ولذلك.
[45397]:الأعراف آية 155.