الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ} (15)

ثم قال تعالى : { فما زالت تلك دعواهم }[ 15 ] .

أي : فما زالت تلك الكلمة دعواهم وهي الدعاء بالويل ، والإقرار بالظلم .

{ حتى جعلناهم حصيدا خامدين }[ 15 ] .

أي : حتى هلكوا فحصدوا من الحياة كما يحصد الزرع فصاروا مثل الحصيد من الزرع{[45805]} . { حامدين } أي : قد{[45806]} سكنت حركتهم كما تخمد النار فتطفأ .

قال الضحاك ومقاتل ومجاهد : ( حصدوا قتلا بالسيف ){[45807]} .

قال قتادة : ( لما عاينوا العذاب ، لم يكن لهم هِجِّيري{[45808]} إلا قولهم : يا ويلنا ، إنا كنا ظالمين . حتى دمر الله تعالى عليهم فأهلكهم{[45809]} .

قال ابن عباس : ( خامدين خمود النار ، أي طفئت{[45810]} ولم ينتفعوا بالإيمان والندم/ عند معاينة العذاب ، لأنه وقت قد رفع عنهم فيه التكليف . وإذا رفع التكليف ، ارتفع القبول . وإنما القبول{[45811]} منوط بالتكليف .


[45805]:ز: بالزرع.
[45806]:ز: حتى.
[45807]:انظر: جامع البيان 17/9.
[45808]:ز: هجير. (تحريف). والهجيري: الدأب والعادة. انظر: اللسان (هجر).
[45809]:ز: بإهلاكهم. وانظر قول قتادة في جامع البيان 17/9.
[45810]:ع: طفقت. والتصحيح من ز. وجامع البيان 17/9 والدر المنثور 4/315.
[45811]:(وإنما القبول) سقطت من ز.