الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ} (1)

مقدمة السورة:

[ سورة ]{[1]} ( الأنبياء ) – مكية{[2]} .

قوله تعالى ذكره : { اقترب للناس حسابهم }[ 1 ] إلى قوله : { وأنتم تبصرون }[ 3 ] .

معناه : دنا{[45716]} حساب الله للناس على أعمالهم ونقمته منهم { وهم في غفلة معرضون } يعني : في الدنيا .

روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " في غفلة{[45717]} في الدنيا " {[45718]} .

وروى أن أصحاب النبي عليه السلام كان يقول بعضهم لبعض كل يوم ، ما الخبر ؟ أي : ما حدث ؟ فمر رجل برجل يبني حائطا له ، فقال له : ما الخبر ؟ فقال : نزلت : { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } . فنزل وترك البناء ، فلم يبن ذلك الحائط بعدها{[45719]} .

فالمعنى : قرب [ من الناس حسابهم ]{[45720]} وهم قد غفلوا عما يراد بهم من محاسبة ربهم{[45721]} لهم على أعمالهم .

قال ابن عباس : ( عنى بذلك الكفار ){[45722]} دليله ، قوله : ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون .

ومعنى الآية ما يأتي الكفار .

وقال ابن عباس{[45723]} : ( اقترب للناس حسابهم ) معناه : قرب عذابهم .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[45716]:ز: ودنا.
[45717]:في سقطت من ز.
[45718]:انظر: جامع البيان 17/2 وتفسير ابن كثير 3/172.
[45719]:بعدها سقطت من ز. وانظر الحديث في تفسير القرطبي 11/266.
[45720]:زيادة من ز.
[45721]:ز: حاسبة أبيهم. (تحريف).
[45722]:انظر: تفسير الفخر الرازي 22/140 وروح المعاني 17/2.
[45723]:القول للضحاك في تفسير القرطبي 11/266.