الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَيۡلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (18)

ثم قال تعالى : { بل نقذف بالحق على الباطل }[ 18 ] .

قال مجاهد : الحق : القرآن ، والباطل الشيطان{[45830]} . وكذلك كل ما في القرآن من الباطل فهو الشيطان عنده . وتقديره في العربية ذو الباطل فتقديره . بل ننزل القرآن على الكفر وأهله { فيدمغه } أي : فيهلكه . ولذلك قيل للشجة{[45831]} التي تبلغ الدماغ : ( الدامغة ) وقيل من سلم{[45832]} منها .

قوله : { فإذا هو زاهق }[ 18 ] .

أي : ذاهب مضمحل{[45833]} .

ثم قال تعالى : { ولكم الويل مما تصفون }[ 18 ] .

أي : ولكم الويل من{[45834]} وصفكم ربكم بغير صفته بقولكم : إنه{[45835]} اتخذ ولدا وزوجة .

وقيل{[45836]} : معناه : ولكم واد في جهنم يستعيذ أهل جهنم منه .


[45830]:القول لقتادة في جامع البيان 17/11 والدر المنثور 4/315.
[45831]:ز: الشجعة. (تحريف). والشجة: الجرح يكون في الوجه والرأس، فلا يكون في غيرهما من الجسم. انظر: اللسان (شجج).
[45832]:ز: يسلك.
[45833]:ز: متمحد (تحريف).
[45834]:ز: مما.
[45835]:إنه سقطت من ز.
[45836]:القول: لابن عباس في تفسير القرطبي 11/277.