الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا لِلۡعَٰلَمِينَ} (71)

قوله تعالى ذكره : { ونجيناه ولوطا }[ 70 ] إلى قوله : { لنا عابدين }[ 72 ] . أي : ونجينا إبراهيم ولوطا من أعدائهما نمرود وقومه ، من أرض العراق إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين . وهي أرض الشام قاله قتادة والحسن ، وقاله أُبي بن كعب وغيرهم{[46126]} . وكان لوطا ابن أخي إبراهيم .

ويروى أن سارة زوج إبراهيم أخت لوط ، يريدون أخت لوط لأمه ، إذ لا يحل تزوج أخت ابن الأخ لأب أو لأب وأم . ولوط هو ابن هارون بن بارح أبي{[46127]} إبراهيم . وهارون هو أخو إبراهيم . وكان نمرود إله أريكوثا{[46128]} من أرض العراق فهاجرا إلى أرض الشام ، خرجا إليها مهاجرين .

ويروى أن جميع الأمواه العذبة{[46129]} تخرج من تحت الصخرة التي ببيت المقدس .

ويقال : هي أرض المحشر والمنشر . وبها يجتمع الناس وبها ينزل عيسى ، وبها يهلك الله مسيح الضلالة الكذاب الدجال .

قال ابن إسحاق{[46130]} : خرج إبراهيم مهاجرا إلى ربه ، وخرج معه لوط مهاجرا ، وتزوج إبراهيم{[46131]} سارة بنت عمه ، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه ، حتى نزل حران{[46132]} ، فمكث بها ما شاء الله أن يمكث . ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر ، ثم خرج من مصر إلى الشام ، فنزل السبع من أرض فلسطين وهي برية الشام ونزل لوط بالمؤتفكة{[46133]} . وهي من السبع{[46134]} على مسيرة يوم وليلة وأقرب من ذلك ، فبعثه الله نبيا .

وقيل{[46135]} : إن سارة إنما هي بنت ملك حران ، تزوجها واشترط لها ألا يغيرها . وكان لوط ابن أخت إبراهيم . وكان مسكن لوط بحران .

وقال ابن عباس{[46136]} قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } مكة ونزول{[46137]} إسماعيل البيت ، ودل على ذلك قوله : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة }{[46138]} .


[46126]:ز: وغيرهما. وانظر: القول في جامع البيان 17/46 وفتح القدير 3/417.
[46127]:ز: تاريخ ابن. (تحريف).
[46128]:ز: والنار يكونا. (تحريف).
[46129]:ز: الأصوات العذبة.
[46130]:انظر: جامع البيان 17/46.
[46131]:قوله: (مهاجرا إلى به... إبراهيم) ساقط من ز.
[46132]:قال أبو عون: (هي مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة مضر بينها وبين الرها يوم وبين الرقة يومان وهي على طريق الموصل والشام والروم). انظر: معجم البلدان 2/234-235.
[46133]:قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان بقرب سليمة الشام مدينة تدعى المؤتفكة انقلبت بأهلها، فلم يسلم منهم إلا مائة نفس. انظر: معجم البلدان 5/219.
[46134]:السبع: بلفظ العدد المؤنث. قال ابن الإعرابي: هو الموضع الذي يكون فيه المحشر يوم القيامة، وهو في برية من أرض فلسطين بالشام. انظر معجم البلدان 3/185.
[46135]:القول للسدي في زاد المسير 5/368 وجامع البيان 17/47.
[46136]:انظر: جامع البيان 17/47 وزاد المسير 5/368.
[46137]:ز: نزل.
[46138]:آل عمران آية 96.