ثم قال تعالى ذكره : { فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم }[ 58 ] .
أي : فجعل الأصنام حطاما إلا صنما{[46031]} كبيرا لهم ، فإنه تركه لم يحطمه ، وعلق الفأس في{[46032]} عنقه ليحتج به عليهم إن فطنوا به ، وهو صنم كبير في الصورة .
وقيل : هو أكبرها{[46033]} عندهم ، لا أكبرها في صورته .
وقوله : { لعلهم إليه يرجعون }[ 58 ] .
أي : لعلهم يؤمنون به{[46034]} إذا رأوها مكسرة لم تدفع عن أنفسها ضر من أرادها ، ولم يدفع عنها كبيرها شيئا .
قال السدي : ( قال أبو{[46035]} إبراهيم له ، إن لنا عيدا لو خرجت معنا ، والله{[46036]} قد أعجبك ديننا . فلما كان يوم العيد خرجوا إليه ، معهم إبراهيم فلما كان ببعض الطريق ، ألقى نفسه{[46037]} وقال : إني سقيم أشتكي رجلي وهو صريع . فلما مضوا ، نادى في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس { وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } فسمعوها منه . ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة ، فإذا هن{[46038]} في بهو عظيم ، مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه{[46039]} أصغر منه ، بعضها إلى جنب بعض يليه أصغر منه حتى بلغوا باب البهو ، وإذا هم قد جعلوا طعاما فوضعوه بين يدي الآلهة . قالوا : إذا كان حين نرجع ، رجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا ، فأكلنا . فلما نظر إليها إبراهيم ، وإلى ما بين أيديها من الطعام . قال : { فقال ألا تاكلون } فلم تجبه . فقال : { ما لكم لا تنطقون } فأخرج{[46040]} حديدة فنقر كل صنم في حافتيه ، ثم علق الفأس في عنق الصنم الأكبر ، ثم خرج ، فلما رجعوا ، قالوا : { قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين }{[46041]} .
( والجذاذ ) بالضم جمع جذاذة ، كزجاجة وزجاج . وقيل{[46042]} : هو مصدر كالحطام والرفات . ومن كسر جعله جمع جذيذ{[46043]} وجذيذ معدول عن مجذود كجريح بمعنى مجروح ، فيكون ككبير وكبار وصغير وصغار وثقيل وثقال .
وقال قطرب{[46044]} : هو مصدر ضم أو كسر أو فتح ، وهي لغات فيه{[46045]} . بمعنى والجذاذ . أي : الحطام والفتات ، ومنه الجذيذة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.