{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } هذا من جملة ما خوطب به الأنبياء ، والمعنى واعلموا ان هذه ملتكم وشريعتكم أيها الرسل ملة واحدة وشريعة متحدة ، يجمعها أصل هو أعظم ما بعث الله به أنبياءه وانزل فيه كتبه ، وهو دعاء جميع الأنبياء إلى عبادة الله وحده لا شريك له . والمراد بها على هذه العقائد ، إذ هي التي اتحدت في كل الشرائع ، أما الأحكام الفرعية فقد اختلفت باختلاف الشرائع ، وقيل المعنى إن هذا الذي تقدم ذكره هو دينكم وملتكم فالزموه . على أن المراد بالأمة هنا الدين كما في قوله :إنا وجدنا آباءنا على أمة } .
وقال الخليل : أي أن عالم بأن هذا دينكم الذي أمرتكم أن تؤمنوا به . قال الفراء : " واعلموا أن هذه أمتكم " وقال سيبويه " فاتقون لأن أمتكم امة واحدة " وإنما أشير إليها ب { هذه } للتنبيه على كمال ظهور أمرها في الصحة والسداد وانتظامها بسبب ذلك في سلك الأمور المشاهدة ، والفاء في { وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } لترتيب الأمر بالتقوى على ما قبله من كونه ربكم المختص بالربوبية ، أي لا تفعلوا ما يوجب العقوبة عليم مني بأن تشركوا بي غيري ، أو تخالفوا ما أمرتكم به أو نهيتكم عنه :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.